فعارض أَبَا ضَمْرة سَعِيد بْن كثير بْن عُفَير، فقال: أصلح اللَّه الأمير ما بال أبناء الصبَّاغين والمقامصة يُذكرون فِي المواضع التي لم يجعلهم اللَّه عزّ وجلّ لها أهلًا.
قَالَ البُويطيّ: فقام أصبغ، فأخذ بمجامع ثوب سَعِيد بْن عُفير، وقال لَهُ: أنت شيطان، ومن أَيْنَ علمت أني من أبناء الصباغين.
وارتفع الأمر بينهما حتى كادت أن تكون فِتنة.
فذكر عبد الله بْن عَبْد الحكَم عيسى بْن المُنْكَدِر، فأثنى عَلَيْهِ بخير، فقلَّده ابن طاهر
حدثنا محمد بن يوسف، قَالَ: أخبرني عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن سلامة بْن أبيه، عَنْ يحيى بْن عثمان، عَن البُويطيّ، قَالَ: قَالَ سَعِيد بْن عُفَير، لعبد الله بْن عَبْد الحكَم فِي أصبغ: " لَيْسَ هذا الرجُل كما وصفت، هذا رجُل بَذيّ طويل اللسان.
وسجع سَعِيد بْن عُفَير فِي وصفه، فقام أَصبغ، فقال: إن الأمير أمر أن يحضر فِي مجلِسه الفُقَهاء وأهل العِلم لا الشُّعَراء ولا الكهَنة ".
فقال البويطي: أَنَا أذكر للأمير ستَّةً يجعل هذا الأمر فيمن رآه منهم.
قَالَ: من هُمْ؟ قلت: عبد الله بْن عَبْد الحكَم.
قَالَ: ومن؟ قلت: سَعِيد بْن هاشم.
قَالَ: ومن؟ قلت: عيسى بْن المُنْكَدِر، قَالَ: ومن؟ قلت: ابنا مَعْبَد.
قَالَ: ومن؟ قلت: جَعْفَر بْن هارون الكُوفيّ
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: أخبرني ابن قُدَيد، عَنْ يحيى بْن عثمان، قَالَ: قَالَ لي عمرو بْن سَوَّاد: قَالَ لي عبد الله بْن عَبْد الحكَم حِين تكلَّم أَبُو ضَمْرة فِي أَصبغ وقال: هُوَ الفقيه.
قَالَ لي: «ما منعك أن تكلّم أَبَا ضَمْرة وتردّ عَلَيْهِ، فما أنت بدُونه.
ولم يكن لابن عَبْد الحكَم فِي أَصبغ رأي، فولَّى عيسى بْن المُنْكَدِر، قَالَ ابن عَبْد الحكَم لابن طاهر أَنَّهُ مُقِلّ.
فأجرى عَلَيْهِ سبعة دنانير كل يوم، فجرت فِي القضاء إلى اليوم»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: أخبرني أَبُو سلَمة، والقاسم بْن حُبيش، وابن قُدَيد، عَنْ عبد الرحمن بْن عَبْد الحكَم، قَالَ: «وأجرى عبد الله بْن طاهر عَلَى عيسى بْن المُنْكَدِر أربعة