فسوّد بها وسوّد عَبْد الأعلى بْن سَعِيد بْن عبد الله بْن مسروق الجَيْشانيّ بصعيد مِصر، وسوّد يحيى بْن مُسلم بْن الأشجّ مولى بني زُهْرة بأُسوان، وعزم مَرْوان عَلَى تعدية النيل، فأمر بدار آل مَرْوان المذهبة، فأُحرقت، فقال لَهُ زبَّان بْن عَبْد العزيز: إنها دار بني عَبْد العزيز، وقد أعظَمتْ فيها النَّفَقة.
فقال مَروان: إن أبقَ ابنها لَبِنَةً من ذهَب، ولَبِنَةً من فِضَّة وإلَّا فما تُصاب بِهِ من نفسك أعظم.
ثمَّ دخل مَرْوان إلى الجِيزة وحرق الجِسرين، فقال عيسى بن شافع يبكي الدار المذَّهبة:
وبعث مَرْوان الكُوثَر بْن الأسودَ الغَنَويّ، وعثمان بْن أَبِي نِسْعَة الخَثْعَميّ إلى الأسود بْن نافع الفِهريّ، فالتقَّوا بالكِرْيَون فِي ذي القعدة، فقتل عيسى بْن عبدة بْن عُقبة بْن نافع، ودخل الكَوثَر الإسكندريَّة، فقتل عَبْد الأعلى بْن الهِجْرِس مولى مُراد، كَانَ عَلَى الموالي وخالفت القِبْط بِرَشيد، فبعث إليهم عثمان بْن أَبِي نِسْعَة فِي المعصه، فهزمهم وبعث زَبَّان بْن عَبْد العزيز إلى الصَّعيد، فأتى عَبْد الأعلى بْن سَعِيد، فقاتله، فهزمه زبَّان، ونجا عَبْد الأعلى، وجعل مَرْوان معه عمرو بْن سُهيل بْن عَبْد العزيز مُقيَّدًا، فلمَّا قُتل مَرْوان، هرب عمرو بْن سُهيل عَلَى وجهه.
وقدِم صالح بْن عليّ بْن عبد الله بْن عبَّاس، وأبو عَوْن عَبْد الملك بْن يزيد إلى مِصر يوم الثلاثاء للنِصف من ذي الحجَّة، وسار مَرْوان إلى بُوصير من كُورة الأُشمُونَين، فنزلها ومعه عَبْد الملك، فوافى صالح بْن عليّ فِي جيُوشه، وعلى مُقدَّمته عامر بْن إسماعيل،