عمرو بْن يزيد بْن يوسف الفارسيّ، وبين عبد الرحمن بن سَعِيد بْن مِقْلاص تباعد، فلمَّا ولِيَ العُمَريّ قضاء مِصر، نزل منه عمرو بن يزيد أحسن منزِله، فأشار عَلَيْهِ أن يتَّخذ يحيى بْن عبد الله بْن بُكَير من أعوانه فِي مسائل الشهود وغير ذَلكَ مما يهمّه، فقبِل رأيه، وغيَّره من أصحابه»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: وأخبرني ابن قُدَيد، عَنْ يحيى، عَنْ أبيه، " أن أصحاب العُمَريّ وخاصَّته كانوا: عَبْد العزيز بْن مُطرَف، وسابق بْن عيسى، وأبو داود النحَّاس وكان أجلّ كُتَّابه، وسعيد بْن عُفَير، ويحيى بْن عبد الله بْن بكير قَالَ: وقد كَانَ خَالِد بْن نَجِيح أيضًا يكتب لَهُ "
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: وحَدَّثَنِي أحمد بْن داود، عَن ابن أَبِي المُغِيرة، عَن ابن وزير، قَالَ: «لم يكن من قُضاتنا أحد أكثر شهودًا من العُمَريّ، كَانَ اتّخذ من أهل المدينة من موالي قُريش والأنصار، وغيرهم نحوًا من مائة، كانوا يشهَدون ورئيسهم المُطْرَفيّ».
قَالَ يحيى الخَولانيّ:
كَمْ فَقِير كَانَ قَدْ مَوَّلَهُ … بِالمَوَارِيثِ الَّتِي كَانَ مَنَحْ
زَكَرِيَّا وَكبيشٌ مِنْهُمُ … وَالمَدِينيُّونَ أَصحَابُ البَلَحْ
فَأَفَادُوا الدُّورَ فَضْلًا بَعْدَ مَا … كَلِبَ الفَقْرُ عَلَيْهِمْ وَأَلَحْ
كَمْ يَتِيمٍ حَوَوْا أَمْوالَهُ … وَشَهِيدٍ عَادِلٍ كَانَ جَرَحْ
وقال يحيى الخَوْلاني يهجو العُمَريّ، ويذكر أصحابه:
تُصَيَّرُ أَمْوَالُ اليَتَامَى جَوائِزًا … لِأَصْحَابِهِ حَتَّى استَقَلُّوا وَأَتْرَبُوا
كبيشٌ وَطَلْقٌ وَالقُرَيْرِيُّ مَنْهُمُ … وَخَالِدُ والجَعْدِيُّ ذُو الفِقْهِ أَشْهَبُ
وَمَا ابْنُ بُكَيْرٍ دُونَهُمْ وَسُرَاقَةٌ … وَسَابِقُ لَا تَنْسَاهُ ذَاكَ المُعَذَّبُ
وَفِي حَكَمِ وَالمُطْرَفِيّ عَجِيبَةٌ … وَمَا إِنْ أَبُو يَعْقُوبَ عَنْهَا مُغَيُّبُ
وَفَي زَكَرِيَا آيَةٌ فَاعْجَبُوا لَهَا … فَقَدْ صَارَ بَعْدَ الذُّلّ للْجَوْرِ يُرْهَبُ