حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن داود، عَنْ محمد بْن أَبِي المُغيرة، عَن ابن وزير، قَالَ:" كَانَ أَبُو رَجْب الخَولانيّ العَلاء بْن عاصم، وهاشم بْن حُدَيج، وأبو الدَّهْمَج رياح بْن ذوَابة الكِنديّ، يتحرَّشون أهل الحَرَس ويُؤذونهم، فمشى أهل الحَرَس إلى زكريَّاء بْن يحيى كاتب العُمَريّ، وكان منهم، فقالوا لَهُ: حتَّى مَتَى نُؤْذَى ويُطعَن فِي أنسابنا.
فأشار عليهم زكريَّاء بجمع مال يدفعونه إلى العُمَريّ ليسجّل لهم سِجلًّا بإثبات أنسابهم، فجمعوا لَهُ ستَّة آلاف دينار، ووكَّل لهم فِي الأمر سابق بْن عيسى، وكبيش بْن سلَمة، ولوط بْن عُمَر، فلمَّا صار المال إلى العُمَريّ لم يجسر عَلَى أن يسجِّل لهم، وقال: ارفعوا إلى الرشيد فِي ذَلكَ.
فخرج عبد الرحمن بْن زِياد الحَرَسيّ، وأبو كِنانة إلى العِراق وأنفقا مالًا عظيمًا هُناك، وادَّعيا أن المُفضَّل بْن فَضالة قد كَانَ حكم لهم بإِثبات أنسابهم، وأنهم بنو حَوتْكَة بن أسلم بْن الحاف بْن قُضاعة "
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي عليّ بْن قُدَيد، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطاهر أحمد بْن عمرو بْن السَّرْح غيره مرَّة، يَقُولُ:«أَقرّ عندي عَبْد الكريم القراطيسيّ، وكان يضع عَلَى الخطوط نظيرها، أنَّه وضع قضيَّةً زَوَّرها عَلَى لِسان المُفضَّل بإِثبات أنساب أهل الحَرَس إلى حَوْتَكة، وأنه أخذ فِي وضعها من أَبِي كِنانة، وأبي حكيم الحَرَسيَّين ألف دينار، وأن المُتولّي لديوان المُفَضَّل رُفِع إِلَيْهِ ألف دينار حتى جعلها فِي الديوان»