للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن داود، عَن ابن أَبِي المُغِيرة، عَن ابن وزير، قَالَ: «ثمَّ أتى عبد الرحمن بْن زِياد بكتاب محمد الأمين إلى العُمَريّ بالتسجيل لهم، فدعاهم العُمَريّ إلى إقامة البينة عنده عَلَى أنسابهم، فأَتَوا بأهل الحَوْف الشرقيّ، وأهل الشرقيَّة، وقدَّموا جماعةً من بادية الشام، فشهِدوا أنهم عرَب، فسجّل لهم العُمَريّ، ولم يردّ واحدًا شهِد لهم غير حُوَيّ بْن حُوَيّ بْن مُعاذ العُذْريّ، فإن أَشهب بْن عَبْد العزيز كانت بينه وبينه منازَعة، فردّ شهادته».

قَالَ يحيى الخَولاني:

يَا لَيْتَ أُمَّ حُوَيٍّ لَمْ تَلِدْ ذَكَرًا … أَوْ لَيْتَ أَنَّ حُوَيًا كَانَ ذَا خَرَسِ

كَسَا قُضَاعَةَ عَارًا فِي شَهَادَتِهِ … لله درُّ حُوَيّ شَاهِدِ الحَرَسِ

شَهَادَةٌ رَجَعَتْ لَوْ أَنَّهَا قُبِلَتْ … لَأَلْحَق الزُّورُ مِنْهَا الْعَيْرَ بِالفَرَسِ

حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: أخبرني أَبُو سلَمة، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بْن عثمان بْن صالح، عَن ابن بُكَير، وابن عُفَير، قالا: «لم يشهَد أحد من أهل مِصر لأهل الحرَس أنهم من العَرب، وإنَّما الشهود من بادية الشام، وحَوْف مِصر».

قَالَ يحيى:

وَمِنْ أَعْجَبِ الْأَشْيَاءِ أَنَّ عِصَابَةً … مِنَ القِبْطِ فِينَا أَصْبَحُوا قَدْ تَعَرَّبُوا

وَقالُوا أَبُونَا حَوْتَكٌ وَأَبُوهُمُ … مِنَ القِبْطِ عِلْجٌ حَبْلُهُ مُتَذَبْذِبُ

وَجَاءُوا بِأَجْلَافٍ مِنَ الحَوْفِ فادَّعَوْا … بِأَنَّهُمُ مِنْهُمْ سِفَاهًا وَأَجْلَبُوا

أَلَا لَعَنَ الرَّحمنُ مَنْ كَانَ رَاضِيًا … بِهِمْ رَغمًا مَا دَامَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ

قَالَ ابن وزير: فأَسجل لهم سِجِلًّا بتثبيت أنسابهم إلى حَوْتَكة، فكان أهل الحرَس يُطيفون بالعُمَريّ مَعَ زَكَريَّاء بْن يحيى كاتبه، يغدون إذا غدا، ويروحون إذا راح.

قَالَ: وكان العُمَري يشدو بأطراف الغناء عَلَى مغاني أهل المدينة، ويُبرز كثيرًا فِي مجالسه، ولا يتحاشى أن يَقُولُ هذا غنَّى بِهِ ابن سُريج، وهذا بِهِ الدَّلال، وهذا من جيّد غناء الغَريض،

<<  <   >  >>