ولم يكن بِمصر مُسمِعه إلَّا ركِب إليها يسمع غِناءَها، وربّما قوَّم ما انكسر من غِنائها ويرى ذَلكَ من الدِّين.
قَالَ يحيى الخَولانيّ:
مَرَّ بِنَا رَاكبٌ عَلَى فَرَسٍ … يَا مَنْ رَأَى هِرْبَذًا عَلَى فَرَسِ
قَدْ كَشَفَ الخُفَّ مِنْ ضَلَالَتِهِ … فِي عُصْبَةٍ مِنْ مَسَالمِ الحَرَسِ
يَقْدُمُهُ خَالِدٌ وَيَتْبَعُهُ لُوطٌ … قران الْكَلْبَيْنِ فِي مَرَسِ
فَقُلْتُ مَنْ ذَا اللَّعِين قِيلَ أَبُو … النَّدَى غَدَا مُسْرعًا إِلَى عُرُسِ
كيما يَرَى قَيْنَةً ذَكَرَتْ … تَشْدُو بِصَوْتٍ يحال كالْجَرَسِ
أَصْبَحَ فِي المُخْزِيَاتِ مُنْغَمِسًا … وَلَيْسَ فِي غَيْرِهَا بِمُنْغَمِسِ
وقال أيضًا:
أَلَا قُمْ فَانْدُبِ الْعَرَبَا … وَبكِّ الدِّينَ وَالحَسَبَا
وَلَا تَنْفَكَّ تَنْعَى الْعَدْل … لَمَّا بَانَ فَاغْتَرَبَا
لَقَدْ أَحْدَثَ قَاضِي السُّوء … فِي فُسْطَاطِنَا عَجَبَا
يَظَلُّ نَهَارَهُ يَقْضِي … بِعَينِ العَدْلِ مُنْتَصِبَا
وَيَسْهَرُ لَيْلَهُ لِسَمَاعِهِ … القَيْنَاتِ والطَّرَبَا
وَيَشْرَبُهَا مُعَتَّقَةً … عُقَارًا تُشْبِهُ الذَّهبَا
وَيُعْجِبُهُ سَمَاعُ الْعُودِ … وَالْمِزْمَارِ يَا عَجَبَا
فَيَا لِلنَّاسِ مِنْ قاضِي … يُحِبُّ اللَّهْوَ وَالْلَعِبَا
وقال مُعلًّى بْن العلى الطائيّ: أنشدنيها أَبُو مَسْعُود عمرو بْن حَفْص اللَخْميّ وتُروى لغير مُعلًّى:
كَمْ كَمْ تُطَوِّلُ فِي قِرَاتِكْ … وَالجَوْرُ يَضْحَكُ مِنْ صَلَاتِكْ