للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتُوُفّي المُنتصِر فِي ربيع الأوَّل سنة ثمان وأربعين ومائتين.

وبويع المُستعين فِي ربيع الآخر، وورد الكتاب إلى مِصر بذلك يوم السبت لستّ بقِينَ من ربيع الآخر، وورد كتاب المُستعِين إلى يزيد بْن عبد الله يأمره، أَن يستسقي الناس لقحط كَانَ بالعِراق، وكتب إلى الآفاق، فخرج الناس معه يوم الأربعاء لسبع عشرة خلت من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين، فاستسقوا واستسقى أهل الآفاق فِي يوم واحد.

وأخرج يزيد ستَّة رِجال من الطالبيّين إلى العِراق فِي شهر رمضان سنة خمسين ومائتين، ثمَّ أخرج بثمانية منهم فِي رجب سنة خمس وخمسين، وعزل المُؤنِسيّ عَن الشُّرَط فِي رجب سنة إحدى وخمسين، وولَّى محمد بْن إِسْبَنْدِيار، وخُلع المُستعِين فِي المحرَّم سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وبُويع المعتَزّ لخمس خلونَ من المحرَّم، وكان بيعته بِمصر يوم الأحد لثلاث خلونَ من ربيع الأوَّل سنة اثنتين وخمسين.

وخرج جَابِر بْن الوليد المُدْلجِيّ من بني الهَجيم بْن عَتوارة بْن عَمرو بْن مُدْلِج بأرض الإِسْكَنْدَريَّة فِي ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين، واجتمع إِلَيْهِ كثير من بني مُدْلِج الصُّلبيَّة، والموالي، فبلغ ذلك والي الإسكَندريَّة محمد بن عُبَيْد اللَّه بْن يزيد بْن مَزْيد الشَّيْباني، فبعث إِلَيْهِ برجُل من أصحابه، يُقال لَهُ: نصر الطَّحاويّ، وعقد لَهُ عَلَى ثلاثمائة رجُل، فنزل الكْرِيَون وسأَل عَنْ جَابِر وأصحابه، فأُخبر بأنهم بأرض صا، فزحف إليهم، فقاتلهم، فهزمهم جَابِر، فرجع نصر إلى الإِسكَندريَّة يسأَل المدَد، ففرض محمد بْن عُبَيْد اللَّه فروضًا، وبعث عليهم بُرد بْن عبد الله، وأبو العوا وهو مقيم بالكِرْيَون، فساروا جميعًا إلى دِسُونس، فأَتاهم جَابِر، فقاتلهم قتالًا شديدًا، فانهزم نصر، وبُرد، وظفِر جَابِر بعسكرهم وجميع ما فِيهِ، ورجع الفلّ إلى الإسكَندريَّة، فتحصَّنوا بها، وقوِي أمر جَابِر بْن الوليد، وأتاه الناس من كل ناحية وضوى إِلَيْهِ كل من يُومى إِلَيْهِ بشِدَّة ونجدة، فكان ممَّن أتاه عبد الله المَريسيّ وكان رجُلًا خبيثًا، ولحِق بِهِ جُرَيج النَّصرانيّ الحارس وكان من شِرار النصارى،

<<  <   >  >>