برُسُل من أصحابه إلى جَابِر بْن الوليد يأمره بالرُّجوع إلى طاعة السلطان، فاحتبس رُسُله أيَّامًا، ثمَّ أجازهم بجوائز عظيمة وردّهم، وقدم وأَخذ فِي كتابه ولم يُجمِع عَلَى أمر واحد.
ومضى الدَّبَرانيّ فِي طلَب أَبِي حَرْمَلة لمُستَهلّ شعبان فالتقى مَعَ أَبِي حَرْمَلة بسمَنُّود، فانهزم أَبُو حَرْمَلة وعاد إلى شَرقيُون، ثمَّ رجع إلى سَنْدَفا وأتاه الدَّبَرانيّ بسَنْدَفا، فواقعه، فتفرَّق عَنْ أَبِي حَرْمَلة أكثر أصحابه ولحِقوا بجابر بْن الوليد، وبعث ابن عسَّامة ابنه يطلب الأمان.
فآمنه يزيد، فقدِم الفُسطاط ولبِس السواد، وبعث الدَّبَرانيّ برأس نصر بْن حَكيمة، وبرأس أخيه، وبرأس أَبِي هانئ، وعاد الدَّبَرانيّ إلى محارَبة أَبِي حَرْمَلة، فأُسر أَبُو حَرْمَلة، ثمَّ أُدخِل بِهِ الفُسطاط وبجَمْع كثير من الأسرى فِي شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وواقع سلتق التُّركيّ بمن فِي صا وشَباس من أصحاب جَابِر، فقتلهم ونفاهم عَنْ تِلْكَ البلاد، ثمَّ استأْمن عبد الله بْن أحمد بْن الأرقط العَلَويّ، وأومن فِي شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين ودخل إلى مُزاحم، فبعث بِهِ مُزاحم إلى عَرَق صاحب البُرد، فكان عنده، ثمَّ أمر مُزاحم بإِخراجه فِي جمع معه إلى العِراق، فأُخرج بهم لمستهلّ ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين مَعَ أخي مُزاحم، فهرب عبد الله بْن الأرقط، ورجع أخو مُزاحم لسبع خلونَ من ربيع الأوَّل، ثمَّ ظُفِر بِهِ بعد ذَلكَ، فحُبس، ثمَّ حُمِل بكتاب ورد عَلَى أحمد بْن طُولُون فِي صفر سنة خمس وخمسين ومائتين، وخرج ابن عزيز بالحَوْف، فخرج إِلَيْهِ مُزاحم بْن خاقان لمستهلّ ربيع الأوَّل سنة ثلاث وخمسين، ثمَّ ورد كتاب نصر بصرف يزيد بْن عبد الله عَنْهَا، فكانت وِلايته عليها عشر سنين وسبعة أشهُر وعشرة أيَّام، وخرج يزيد عَنْهَا يوم الإثنين لثلاث عشرة خلت من شوَّال سنة خمس وخمسين ومائتين.