قَالَ إدْريس: سمِعت حَيْوة، يَقُولُ بعد ذَلكَ: أَبُو خُزَيمة خَيْر منّي، أُختُبِر فصحّ ولم أُخْتبَر
حدثنا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، عَنْ مِقْدام، قَالَ: أخبرني عمّي، وأبو زُرعة عَبْد الأحد بْن أَبِي زُرارة، عَن المُفضَّل بْن فَضالة، أَنَا أَبَا خُزَيمة: " كَانَ يعمَل الأَرسان، وكان يعمَل كل يوم رَسَنين: واحدٌ يُنفقه عَلَى نفسه وأهله، وآخَر يبعَث بِهِ إلى إِخوان لَهُ من أهل الإِسْكَنْدريَّة لكل واحد منهم رَسَن لنفسه، فلمَّا ولِيَ القضاء كتب إِلَيْهِ أهل الإِسْكَنْدريَّة: إِنَّا لله وإِنَّا إِليه راجعون إن كانت الدُّنيا يا أَبَا خُزَيمة مالت بك أن تقطَع ما كَانَ اللَّه يُجريه عَلَى يديك فِي سبيل اللَّه.
فقال: معاذ اللَّه.
فكان يعمَلها، ويبعث بها إليهم، قَالَ المُفضَّل: وكان إذا غسل ثِيابه، أو شهِد جَنازةً، أو اشتغل بشُغل لم يأخذ من رِزْقه بقدر ما اشتغل، وقال: إنَّما أَنَا عامل للمُسلمين، فإِذا اشتغلت بشيء غير عملهم فلا يحِلّ لي أخذ مالهم.
قَالَ المُفضَّل: دخلنا عَلَيْهِ، فقلنا: كيف نجدك يا أَبَا خُزَيمة؟ قَالَ: أمسيت وأصبحت بين رجُلين: إِمَّا حامد، وإِمَّا ذامّ، ولعلّه يدخل عليّ فِي اليوم الواحد خلق كثير من الناس أن أُعِدّ لكلّ واحد منهم جوابًا مخافةَ أن يُزيغني عَلَى ديني "
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن عَبْد الوهَّاب بْن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الملك بْن يحيى بْن عبد الله بْن بُكَير، عَنْ أبيه، قَالَ: سَمِعْتُ ابن لَهِيعة، وسُئل هَلْ كَانَ أَبُو خُزَيمة القاضي فقيهًا؟ فقال: " والله ما كَانَ يفتح لنا السُّؤَال عند يزيد بْن أَبِي حَبيب إلَّا أَبُو خُزَيمة، وكان مذهبه الَّذِي ينجو إِلَيْهِ: الطَّلاق، والبُيوع، والنِّكاح "
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سلَمة، وابن قُدَيد، قالا: حَدَّثَنَا ابن عَبْد الحكم، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بْن عمرو بْن سَرح، قَالَ: " رفع بعض بني مِسكين إلى أَبِي خُزَيمة فِي شيء من أمر حبسهم قد كَانَ بعض القُضاة ينظر فِيهِ، فكَأَنَّ أَبَا خُزَيمة لم يرَ إنفاذ ذَلكَ فكتب إِلَيْهِ: إذ نَحْنُ ننتفع بقول القُضاة قبلك عندك كذلك لا يُنْتَفَع بقولك عند القُضاة بعدك.