حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي قيس بْن حَمَلة الغافقيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ياسين، عَنْ أبيه، أن العُمَريّ جعل أموال الأيتام إلى يحيى بْن عبد الله بن بُكَير، فكان بيده منها مال عظيم، فاشترى بِهِ الرِّباع والنخيل، وأقبل يستغلّها ويرفَع إلى الأيتام من تِلْكَ الغَلَّة ما يستنفقونه، ويحسُب عليهم بالذي يرفَعه إليهم من أصل المال، فلمَّا صارت إليهم رءُوس أموالهم، ادَّعى يحيى الأصول، وقال: هِيَ لي.
فخوصم عند العُمَريّ، فقال: لا أراه ظلمكم بشيء هِيَ أموالكم استهلكتموها.
فلمَّا قدِم البَكِريّ، خُوصم يحيى إِلَيْهِ، فأمر بِهِ، فرُبط عَلَى العَمود المُقابل لباب إسرائيل، ونُودي عَلَيْهِ: هذا جَزاء كل خائن.
فأقام أيَّامًا يُحَلّ رِباطه وقت كل صلاة، قَالَ: فوالله ما وصل منه إلى درهم واحد "
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: أخبرني ابن قُدَيد، عَنْ كتاب يحيى بْن عثمان بخطّه، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بْن عَبْد المؤمن العدَويّ، قَالَ:«ضمَّ العُمَريّ إلى يحيى بْن بُكَير أموال اليتامى، فاشترى النخيل والرِّباع، فكان يُعطي أرباب الأموال من الغَلَّة ويحسب عليهم، فلمَّا علِم أَنَّهُ قد صار إليهم قدر ما أودعوه، ادَّعى يحيى الأصول، وأنكر اليتامى ما أُودع، ثمَّ استقضى البَكْريّ، وأخذ ابن بُكَير بالحساب، فأنكر، فشده إلى عَمود من المسجد أيَّامًا، فلم يُقرّ بشيء، فخلّى عَنْهُ»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، عَنْ أَبِي الرَّقْراق، عَنْ إبراهيم بْن أَبِي أيُّوب، " أن العُمَريّ أوَّل من عمل تابُوت القُضاة الَّذِي كَانَ فِي بيت المال، قَالَ: انفق عَلَيْهِ أربعة دنانير "، وسُئل محمد بْن يوسف عَنْ هذا التابوت الَّذِي ذكر، فقال: كَانَ تُجمع فِيهِ أموال اليتامى، ومال مَن لا وارث لَهُ، وكان مُودَع القُضاة بِمصر