فهدم عبَّاد بعض دارنا، قَالَ العسلاني لعبَّاد: مَتَى طمع هذا الكيديّ هكذا فِي ولاية القضاء حتى يتغيّب.
فبلغ قوله ابن وَهب، فدعا اللَّه عليه، فعَمِي بعد جُمعة "
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم القُرَشيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يحيى الوَقَار، قَالَ: لمَّا طُلب ابن وَهب للقضاء تغيّب، فسُمِع وهو يَقُولُ:«يارب يقدَم عليك إخواني غدًا عُلَماء حُلَماء فُقَهاء، وأقدَم عليك قاضيًا لا يارب ولو قُرضت بالمقاريض»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، عَنْ يحيى بْن عثمان، قَال: حَدَّثَنِي حجَّاج بْن مَذكور المُؤذّنِ، قَالَ: " لما طُلب ابن وَهب للقضاء، جمع آخاءَه، وأهله، فشاورهم، فقالوا لَهُ: لعلّ أن يَحْيا الحقّ عَلَى يديك أو نحو هذا.
فقال لهم: أكلة فِي بطونكم أردتم أن تأكلوا ديني "
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن محمد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الربيع سُلَيْمَان ابْن أخي رِشْدين، قَالَ: حَدَّثَنِي حجَّاج بْن رِشْدِين، قَالَ: " أشرفت عَلَى ابن وَهب من غُرفتي، فسلَّمت عَلَيْهِ.
فقال لي: يا أَبَا الْحَسَن، بينا أَنَا أرجو أن أُحشَر فِي زُمرة العُلماء، أَأَرجو أن أُحشَر فِي زُمرة القُضاة، وكان تغيّب "
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: أخبرني عَبْد الحكَم بْن أحمد بْن سلام الصَّدَفيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْن عمرو الغافقيّ، قَالَ: «كانت مَواحيز مِصر يعمرها أهل الديوان وطائفة المطوِّعة، وكانت أحباس السبيل التي يتولَّاها القُضاة تُجمع فِي كل سنة، فإِذا كَانَ شهر أبيب من شُهُور القِبْط بعث القاضي لما اجتمع من أموال السبيل، ففُرّقت فِي مواحيز مِصر من العَرِيش إلى لُوبِيَة ومَراقِيَة، فتُفرَّق عَلَى المطوِعة، ومن كَانَ فقيرًا من أهل الديوان، فلمَّا هاجت الفِتنة أيَّام خلع محمد بْن هارون تشاغل السلطان عَنْ عطاء أهل الديوان، وتعطَّلت المَواحيز، وانقطع عَنْهَا المطوِّعة لِما كَانَ فِي الناس من الفِتنة، ثمَّ ولِيَ لَهِيعة بْن عيسى، فجمع أموال السبيل التي من الأحباس، ففرض فيها فروضًا من أهل مِصر، وجعل فيها المطوِّعة الذين كانوا يعمرون المواحيز، وأجرى عليهم العطاء من الأحباس،