النَّصرانيّ كاتب قَوْصَرة ستَّة آلاف دينار، ثمَّ أقرّ محمد بن هلال أيضًا، أن عنده نيّفًا وثلاثين ألفًا لبني عَبْد الحكَم، وأن جميع ما خرج من يده هُوَ ممَّا كَانَ لبني عَبْد الحكَم، وزكريَّاء، وابن هلال.
فاستُقصيت أموالهم، ونُهبت منازلهم، ومُلئت السجون من الناس، ثمَّ ورد كتاب المُتوكِل بردّ ابن أَبِي الليث وأصحابه إلى السُّجون، فرُدّوا وقُبضت أموالهم، ثمَّ ورد كتاب المتوكل بإِطلاق بني عَبْد الحكَم، وزكريَّاء، وابن هلال، ورُدَّت أموالهم إليهم، ثمَّ ورد كتاب المُتوكِل إلى خُوط بحلق رأس ابن أَبِي الليث ولْحِيته، وضربه بالسوط، وحمله عَلَى حِمار بإكاف وتطوافه الفُسطاط، ففعل ذَلكَ بِهِ خُوط يوم الإثنين لإحدى عشرة ليلة بقِيَت من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين ومائتين، فأقام محبوسًا هُوَ وأصحابه إلى يوم الجمعة ثاني يوم من ذي القعدة سنة إحدى وأربعين ومائتين، وأُخرج إلى العِراق يوم السبت لتسع خلونَ من ذي القعدة»
أخبرني أحمد بْن الحارث بْن مِسْكين، قَالَ: حَدَّثَنِي نصر بْن مرزوق، أن ابن أَبِي الليث لمَّا خُلّي من السِّجن ليحكم عَلَى بني عَبْد الحكَم وغيرهم وضع يده عَلَى المال الَّذِي كَانَ مجتمعًا فِي بيت المال، وهو نحو من مائة ألف وعشرين ألفًا، فبذّرها، ووهبها، ودفع إلى كل رجُل من أصحابه الذين حُبسوا معه العشرة آلاف والخمسة آلاف والثلاثة والألفين ونحو ذَلكَ ".
قَالَ نصر: فقال لي رجُل من جيراننا فقير: أَلا أُخبرك بعجَب.
قلت: وما هُوَ؟ قَالَ: جاءَني رسول القاضي البارحة بعد ليل، فمضيت إِلَيْهِ.
فقال: إنّك تُكثر الدُّعاء لنا والثناء علينا، فخُذ من ذَلكَ المال ما شئت.
قَالَ: فنظرت وإذا بأكياس كثيرة فِي جانب داره، فأخذت منها هذا المال.
قَالَ: فأراني مالًا كثيرًا.
قَالَ: والله ما استطعت أحمِل أكثر من هذا، وما التفت إليَّ حِين أمرني بأخذه
أخبرني ابن قُدَيد، قَالَ: كَانَ أَبُو قُدَيسة. . . . . . . . لَهُ انقطاع إلى محمد بن أَبِي الليث، وكان ينادمه عَلَى النبيذ، فلمَّا أُخرج ابن أَبِي الليث من سِجنه، بعث إِلَيْهِ بثلاثة آلاف دينار من المال الَّذِي كَانَ فِي بيت المال، فأظهرها أَبُو قُدَيسة وتحدَّث بها، فبعث خُوط، فأخذها منه.
وأخبرني محمد بْن عليّ بْن حسن بْن أَبِي الحَديد، قَالَ: أخبرني عُتْبَة بن بِسطام،