عُمَر بْن أَبِي بَكْر، وبنُوه عَبْد الملك، وأَبان، ومَسْلَمة بنو عاصم، فكتب إليهم صالح يُؤَمّنهم، فقدِموا الفُسطاط.
فحَدَّثَنِي ابن قُديد، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبيد اللَّه بْن سَعِيد، عَنْ أبيه، قَالَ: حَدَّثَنِي العبَّاس بْن الوليد، عَنْ مُوسى بْن صالح، قَالَ:«قدِم عاصم بْن أَبِي بَكْر بثلاثة أولاد ذُكور من قِفْط، قد أُعطوا أَمانًا من صالح، فكتب فيهم إلى أَبِي العبَّاس».
قَالَ سَعِيد: وكان عاصم مواصِل بني العبَّاس، فكتب أَبُو العبَّاس يأمره يُشْخِصهم.
فحُملوا فِي محامل أعراء وخرجتُ مَعَ النَّظَّارة، فمرَّوا بصالح بْن عليّ وهو جالس عَلَى ظَهْر بيت الصَّدَقة، فناداه عاصم: أيا صالح، لم يكنِه، ما بالنا نُنقَل من بلَد إلى بلَد والله ما نَحْنُ بأَرِقَّاء فنُملَك، ولا نِساء فيُستمتَع بنا، فما إجابة صالح، قَالَ سَعِيد: فمُضي بهم إلى قَلَنْسُوة من أرض فِلَسْطين، فقُتلوا بها.
وقُتل معهم عيسى بن الوليد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز، وأمَّا عُمَر بْن سُهيل بْن عَبْد العزيز، فتغيَّب ثم سوّد وأتى شُعبة بْن عثمان التَّميميّ وكان عَلَى المُضَرّية وهو لا يعرِفه، فقال: أَنَا عمرو بن سُهيل، جئتُ لِآخُذ لي أَمانًا من الأمير وأدخل فِي دولته.
فقال: النجاءَ إِنْ ظفِر بك قتلك.
فانطلق، فبعث، ثمَّ خرج إلى جبَل ألاق بالتيه من ناحية الهامة فكان فِيهِ، وكان يكاتب سَعِيد بْن سعد بْن أسطس، ويزيد بْن مِقْسَم مولى حَضْر مَوت، فضرب شُعبة خصِيًّا لَهُ قد كَانَ رَأَى كتاب عمرو بْن سُهيل إِلَيْهِ، فدخل عَلَى صالح فأخبره، فأرسل إلى سُرادِقة، فوجد الكتاب، فضرب صالح عُنُق شُعبة، وأرسل صالح بيزيد بن هانئ إلى جبل ألاق فوجدوا عمرا يحقب جمالا له، فأحيط بِهِ، فأُخذ هُوَ، وإبراهيم، ومحمد، وعبد الرَّحْمَن بنو سُهيل بْن عَبْد العزيز، فمُضي بهم إلى قَلَنْسُوة، فقُتلوا بها.
قَالَ ابن عُفير: وقُتل معه: يزيد، وأَبان، ومَرْوان، وعبد العزيز، والأصبغ بنوه، وقُتل عثمان بْن سُهيل فِي قرية دات نفل.
وقال ابن عُفير فِي موضع آخَر: كَانَ عَبْد الملك بْن أَبِي بَكْر بْن عَبْد العزيز، والأصبغ بْن زَبَّان أُخذا بالهامة، فقُتلا بنهر أَبِي فُطْرُس.
قَالَ: فكتب أَبُو العبَّاس أن تُشخَص نساؤهم وصِبيانهم إلى المدينة، ثمَّ أمّنهم أَبُو جَعْفَر، فقدِم من إفريقيَّة زيد بْن الأصبغ بْن