مِسكين، فوقف ابن حُدَيج عَلَى الباب الَّذِي من ناحية بيت المال فكلَّم خَالِد بْن سَعِيد وهو فوق ظهر المسجد كلمةً قِبْطِيَّةً، فقال: انسلّ.
فخرج عَلَى وجهه ورمى مُسوِّد بسهم فِي الظُّلمة نحو مخرج الكلام، فأصاب خدّ خَالِد بنُشَّابته، فانتزعها وخرج من نحو سُوق الحمَّام، وخرج ابناه إبراهيم وهُدْبة من نحو المِرحاض الَّذِي إلى دار بني سَهْم، ومضى خَالِد بْن سَعِيد إلى إسماعيل بْن حَيْوة بْن عُقْبة بْن كُلَيب الحَضْرَميّ، فسأَله أن يخفيه.
فقال: لقد هممتُ أن أُوبقك واذهب بك إلى الأمير، ثمَّ أتى عَيَّاش بْن عُقْبة بْن كُليب، فقال: أخاف اليمن.
فأَتى يحيى بْن جَابِر أَبَا كِنانة الحَضْرَميّ، فأواه سبعين ليلة حتى سكن الطلَب، وهدأَ أمره، وقُتل تِلْكَ الليلة كَلثم بْن المُنذِر الكَلْبي، ثمَّ أحد بني عامر ممَّن كَانَ مَعَ خَالِد بْن سَعِيد ولم يكن هذا مذهَبه، إنَّما كَانَ غضِب عَلَى يزيد بْن حاتم، فخرج عَلَيْهِ مَعَ خَالِد وأمر يزيد بْن حاتم عبد الله بْن حُدَيج بإطلاق الأُسارَى، فقال: حتى أؤَدّبهم.
فضربهم وخلَّاهم، وكان القتلى تِلْكَ الليلة من أصحاب خَالِد ثلاثة عشر رجُلًا ولم يكن فيهم من لَهُ ذِكر غير كُلْثم بْن المُنذِر الكَلْبيّ، ثمّ قدِمت الخُطَباء إلى مِصر برأس إبراهيم بْن عبد الله بْن حسن فِي ذي الحجَّة سنة خمس وأربعين ومائة، فنصبوه فِي المسجِد الجامع، وقامت الخُطَباء، فذكروا أمره وهم شَبَّة بْن عِقال، وكُرَب بْن مَصْقَلة بْن رَقَبة الحِيريّ، ويحيى بْن عبد الرحمن الأَعلم، وخالد بْن أُسَيْد، وزافر الفَيَّاش بْن عُمَر، وصبيح بْن الصبَّاح، والحَضْرَميّ مُعاوية، وأمَّا عليّ بْن محمد بْن عبد الله بْن حسن فاخْتُلِف فِي أمره، فزعم بعض الناس أَنَّهُ حُمل إلى أَبِي جَعْفَر.