على ما ينبغي معرفته فيها من العلوم, والذي علمناه على الجملة من القرآن في هذه الطريق, أن منه مكيا ومدنيا, وسفريا وحضريا, وليليا ونهاريا, وسمائيا أرضيا, وما نزل بين السماء والأرض, وما نزل تحت الأرض في الغار.
أخبرنا أبو بكر الفهري قرأته عليه: اخبرنا التميمي, أخبرنا هبة الله المفسر أنه قال: القرآن نزل بين مكة والمدينة إلا ست آيات لم تنزل في الأرض ولا في السماء: ثلاثة في سورة الصافات وهي قوله تعالى: {وما منا إلا له مقام معلوم} إلى آخر الثلاث الآيات, وواحة في الزخرف {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا, أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون}. والآيتان الآخرتان من سورة البقرة.
قال القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله: في صحيح مسلم عن ابن عباس قال: " بينا جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليم فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يوتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة, لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته".