فيها من النسخ آية واحدة وهي قوله:{فأعرض عمن تولى عن ذكرنا} هذا منسوخ كما تقدم بآيات القتال.
وفيها قوله:{وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} قال بعضهم هو منسوخ بقوله تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم}.
قال القاضي محمد بن العربي رحمه الله:
هذه غفلة عظيمة، إن الله تعالى تفضل على العبد بنعم لا تحصى: منها أنه لم يؤاخذه بذنب غيره، ومنها أنه جزاه على عمله، والعمل منة منه عليه، وهو هداه إليه وخلقه له. ومن عمله الذي يؤجر عليه أن يتبعه سواه ويقتدي به غيره ويتذكر برؤيته أو بسماعه ناس نسي ما ذكره به، كما أن عمله الذي يؤاخذه به أنه يأثم على كل معصية كان أصلها المعلم لها والمنبه عليها قال الله تعالى:{والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم} وقال النبي صلوات الله عليه: ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه وقال: من سن سنةحسنة في الإسلام كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن سنة سيئة في الإسلام كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا، على