فيها آية واحدة من النسخ، وهي قوله تعالى:{ربك أعلم بك إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم، وما أرسلناك عليهم وكيلا} وقد تقدم معناها في الأنعام وغيرها.
ذكر ما فيها من التخصيص: وهي ست آيات:
[الآية الأولى قوله تعالى:{وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} قال بعضهم هذا منسوخ في الكفار، والصواب أنه مخصوص فيمن كفر مأمور به فيمن آمن حسب ما سبق بيانه في سورة براءة وغيرها.]
[الآية الثانية: قوله تعالى: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} تقدمت.]
[الآية الثالثة: قوله تعالى: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا} يعني في قول السدي يسأل عن العهد ثم يدخل الجنة، حتى نسخها قوله تعالى:{إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة} الآية.]
قال القاضي محمد بن العربي:
هذا باطل من وجهين: إحدهما أن قوله تعالى: {إن العهد كان مسؤولا} عنه لا يمنع إذا سئل عنه أن يعفي أو يعاقب، ثم جاء العقاب فكان بيانا لمسكوت عنه.
الثاني: أن قوله: (يسأل عن العهد ثم يدخل الجنة، كذلك يقال بعد نزول الوعيد) لا يكلمه الله ولا ينظر إليه وله عذاب أليم ثم يدخل الجنة. وهذا واضح لمن تأمله والله أعلم.