ثم جاء حديث (سبيعة) الأساسية أنها ولدت بعد وفاة زوجها بليال فاستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لها:"انكحي من شئت فقد حللت" فخص من المتربصات للمدة الحوال في سقوط العدة, فصات هذه الآية ناسخة لغيرها مخصوصة بالسنة (في) نفسها, وخفي هذا على جماعة منهم ابن عباس - رضي الله عنه - فقال:"إن المتوفى عنها زوجها تعتد أخر الآجلين إما الوضع وإما انقضاء مائة ليلة وثلاثين ليلة" ولو بلغهم هذا الحديث ما تخلفوا عنه وإذ لم يبلغهم فالذي يقتضيه القياس ما ذكروه والله أعلم.
[الآية السابعة: قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير}.]
اختلف الناس في هذه الآية على خمسة أقوال:
الأول: أن عائشة رضي الله عنها سئلت عن قوله الله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنقسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} وعن قوله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} فقالت: "ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فقال: "هذه معاتبة العبد فيما يصيبه من الحمى والنكبة حتى البضاعة يضعها في كم قميصه فيفقدها فيفزع لها, حتى إن العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير".