ذكر بعضهم أن قوله تعالى:{توفني مسلما وألحقني بالصالحين} منسوخ بقوله صلى الله عليه وسلم لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به. وهذا فاسد من القول وجهل من أشد الجهل فإن يوسف عليه السلام رمي في الجب فلم يقل توفني مسلما ونودي عليه بالبيع فيمن يزيد فلم يقل توفني مسلما، وحبس في السجن سنين، فلم يقل: توفني مسلما، فلما حصل له الملك واستقام الأمر واجتمع الشمل وسجد الإخوة ورفع أبويه على العرش وصدقت الرؤيا وظهرت المزية وتبين للإخوة أن الذين سعوا في رده جاء المقدار به على حده، علم أنه ليس بعد الكمال إلا الزوال فقال عليه السلام:(توفني مسلما) أخبرنا الشيخ المعدل أبو الفضل ابن طوق أخبرنا الأستاذ جمال الإسلام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن، وسمعت أبا علي الدقاق يقول: قال يوسف ليعقوب عليهما السلام: علمت أنا نلتقي في الآخرة بعد الموت فلم بكيت ذلك البكاء كله؟ فقال: يا بني إن هناك طريقين فخفت أن تسلك طريقا وأسلك طريقا فقال عند ذلك يوسف عليه السلام: توفني مسلما وألحقني بالصالحين.