فيها آية واحدة {فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر} قالوا: هذه منسوخة بآية القتال وهو صلى الله عليه وسلم مذكر وقتال ومسلط على الأمم ما عدا دين الإسلام، ومع الغلظة عليهم فإنه رحمة لهم وقد قالوا: معنى بمسيطر بمسلط والذي عندي أن مسيطر بياء زائدة من سطر، أي كتب وحصل، فأخبر الله تعالى نبيه عليه السلام بأنه مذكر لهم ومنبيء لهم وطالب قبول التذكرة والإنذار بالبيان وإجابة الدعوة، وليس عليه بعد ذلك كشف سرائرهم ومحصل صدروهم، التي إليها ترجع أعمالهم وعليها ينبيء مرادهم. والدليل على صحة ذلك ما ثبت في الصحيح عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله، ثم قرأ {فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر} يوضحه أنه تعالى قال: {إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم} وهذا قوله تعالى: {لست عليهم بمسيطر} بعينه، لنبيه صلى الله عليه وسلم والله أعلم.