فيها آية واحدة وهي من قوله تعالى:{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} إلى قوله: {إن الإنسان لظلوم كفار}.
قالوا: نسختها من قوله في سورة النحل {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. إن الله لغفور رحيم}.
قال القاضي محمد بن العربي:
هذا باطل من وجهين: الأول أنه لا تعارض بينهما فإن الله غير الإنسان، الثاني أن الجمع بينهما ممكن فإن الإنسان ظلوم لنفسه كفور بنعمة ربه، وفي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: واطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء بكفرهن. قيل أيكفرون بالله؟ قال يكفرون الإحسان ويكفرون العشير، وفي كتاب مسلم صلى النبي الصبح على إثر سماء كانت بالحديبية. ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: أصبح من عبادي شاكر لي وكافر، أما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك شاكر الحديث وتصريف الإنسان لنعمة ربه في غير طاعة ظلم، لأنه وضع النعمة في غير موضعها وسترها عن وجهها بما عدل به عن طريقها، ومع هذا فإن الله يغفر له فإنه لا يسلبها ويرحمه بإمهاله بالعقوبة عليها، فأي نسخ في هذا والكلام محقق والنظام متسق؟ فقد وهم عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، فيما قال من ذلك، إن صح النقل عنه به. والسورة مكية عندهم والله أعلم.