التكليفية على نحو ما كان على ما قبلنا ثم خص الله الليل كله بقوله:{أحل لكم ليلة الصيام} فكان تخصيصا للعموم في صوم الزمان كله، نسخا لما كان عليه من قبلنا، وهذا تحقيق بالغ والله أعلم.
[الآية الرابعة عشرة قوله تعالى:{وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}.]
اختلف المفسرون فيها على قولين:
أحدهما أنها منسوخة بقوله تعالى:{وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة} كان فرض القتال أولا لمن قاتل ثم جعل عاما لمن قاتل ولمن لم يقاتل بقوله: {وقاتلوا المشركين كافة} وقال ابن زيد وأشار بقوله: {ولا تعتدوا} إلى أن معناه ولا تقاتلوا من لم يقاتلكم من الكفار. الثاني أن المراد بذلك لا تعتدوا أي لا تقاتلوا امرأة ولا وليدًا ولا راهبا، روى عن ابن عباس وعمر بن عبد العزيز، رضي الله عنهم وغيرهما. والأول أقوى في النظر وإن كان في الكلام محتمل للقول الآخر وإنما دخل التخصيص في قوله تعالى:{فاقتلوا المشركين} ولم يدخل في قوله: {وقاتلوا المشركين كافة}