فيها آية واحدة وهي قوله:{فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفروا} نسخ الصبر بآيات القتال كما تقدم.
وفيها وهم: قال هبة الله المفسر في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} فقوله وأسيرا، من هذه الجملة منسوخ المراد به أسير المشركين. أخبرنا الطرطوشي قراءة عليه أخبرنا عبد الوهاب التميمي قال: لما قرأنا كتاب الناسخ والمنسوخ لهبة الله بن سلامة الضرير المفسر وانتهينا بالقراءة إلى هذه الآية فلما سمعت قوله هذا ابنته قالت له: يا أبت، أخطأت في هذا المكان. قال لها وكيف يا بنية؟ فقالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا. قال التميمي: وصدقت.
قال القاضي محمد بن العربي:
في هذه الآية ثلاثة أقوال: أحدهما أن الأسير المسجون، قاله مجاهد، الشاني أنه العبد، قاله عكرمة، الثالث أنه المشرك، قاله الحسن وسعيد بن جبير قال جماعة غير هبة الله أنه منسوخ في الأسير المشرك فإنه قتل فلا يبقى محل للإطعام، وقد قال الطبري أنه عام في كل أسير كان مسلما أو مشركا.
وتسمية العبد أو المسجود أسيرا بعيد، وإنما الأسير في عرف اللغة الكافر الذي يتخير فيه الإمام ويأسره القتال: الغارة، وإطعامه إلى أن يقتل فرض، وكذلك إسقاؤه، وقد قال النبي عليه السلام في اليهود وقد شكوا العطش: (لا تجمعوا