[الآية السابعة عشرة: قوله تعالى: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله} الاية. قال بعضهم نسخها قوله تعالى:{استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأزيدن على السبعين) فنزلت {سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم} فصار هذا ناسخا لما كان قبله.]
قال القاضي محمد بن العربي رضي الله عنه:
هذه جهالة عظمى. قال الله في المنافقين خصوصا:{لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} وقال في عموم الخلق {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما} وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح: لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم، ولا خلاف عند الأمة أن هذه حال كل عبد مذنب عظم ذنبه أو صغر كثر أو قل فأما قوله تعالى:{إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}{وقوله سواء عليهم أستغفرت لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}{وقوله سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم} فإنما ذلك بعد الموت فحينئذ لا ينتفع أحد باستغفار له إن كان كافرا بإجماع وينتفع بذلك إن كان مؤمنا مذنبا عند أهل السنة. وآية النساء هذه إنما نزلت في عبد الله بن أُبي بن سلول