فيها آية واحدة، وهي قوله تعالى:{فتول عنهم} وهي منسوخة بآيات القتال كما تقدم.
وقوله تعالى:{يوم يدع الداع إلى شيء نكر} كلام مؤتنف.
[سورة الواقعة]
محكمة بإجماع إلا أن مقاتل بن سليمان نصب مقاتله للخطأ في آية واحده منها وهي قوله تعالى:{ثلة من الأولين وقليل من الآخرين} قال نسخها قوله بعد ذلك: {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} وواجهلاه من غفلته وعماه! وكيف ساغ في علمه هذا وليس فيه من شروط النسخ واحد، وقد قال العلماء، إن قوله تعالى:{ثلة من الأولين} يحتمل أن يريد به أمم الأنبياء ويحتمل أن يريد به الصحابة رضي الله عنهم: {وقليل من الآخرين} يحتمل أن يريد به أمة محمد عليه السلام ويحتمل أن يريد به آخرنا. وقوله تعالى بعد ذلك:{ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} يحتمل أن يريد به مثل ما تقدم ويكون قوله تعالى: {وثلة من الآخرين} في أحد القولين من أمة محمد عليه السلام ويكون المعنى فيه أن المنافقين يكونون كثيرا في صدر أمة محمد، ويكونون في آخرها قليل لكثرة الظلم والمعاصي وقلة الطائع والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر. فأما أصحاب اليمين وهم أهل الثلة الذين يلزمون خويصة أنفسهم فيكونون كثيرا في صدر الأمة وفي آخرها كثير. وهذا كله معنى بين لا إشكال فيه على ذي نحيزه.