الآية الأولى: قوله تعالى: {قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم} وهاتان الآيتان، وإن كانتا في العدد آيتين. فإنهما في المعنى واحدة لأن قوله من يأتيه مفعول لقوله تعلمون. فهو كلام مرتبط بعضه ببعض وهذا ليس بأمر تكليف وإنماهو أمر تهديد، ولفظه افعل في لسان العرب تأتي على وجوه كثيرة ذكرناها في كتاب التمحيص وغيره: منها الوجوب كقوله تعالى: {أقم الصلاة} ومنها الندب كقوله تعالى: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا} والإشاد كقوله تعالى: {واستشهدوا شهيدين من رجالكم} والإباحة كقوله تعالى: {فاصطادوا} والأدب كقوله عليه السلام: {فكل مما يليك} والامتنان كقوله تعالى: {فكلوا مما رزقكم الله} والإكرام كقوله تعالى: {ادخلوها بسلام آمنين} والتهديد كقوله تعالى: {اعملوا