له عبدًا مذنبا عاصيا هتاكا سفاكا مفسدا معاندا، ولله الحكمة البالغة والعلم السابق والمشيئة النافذة وبه وقعت الحجة في قوله تعالى:{إني أعلم ما لا تعلمون}.
[الآية الثانية: قوله تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} قال بعضهم نسختها الآية التي في بني اسرائيل: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد} وقد تقدم تحقيق ذلك في سورة بني إسرائيل فلا وجه لإعادته.]
الآية الثالثة: قوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى} قال بعضهم منسوخة بقوله تعالى: {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم} وقيل إنها محكمة.
قال القاضي محمد بن العربي رضي الله عنه:
وهو الصواب، لما روي عن طاوس أنه سمع ابن عباس رضي الله عنه وقد سئل عن هذه الآية:{قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى} فقال سعيد بن جبير. قربى آل محمد. وقال ابن عباس. أعجلت، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكز بطن من قريش إلا له فيهم قرابة، فقال:(إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة) المعنى أن الأجرة على الرسالة معدومة حسا منفية شرعاـ، فما سألتكم من أجر فهو لكم وأجري على الله، والمسؤول منكم صلة قرابتي والمحافظة على ما بيني وبينكم من الرحم. فليس الاستثناء بمتصل المعنى وإن كان متصل اللفظ، وهذا النوع يعبر عنه بعضهم بالاستثناء المنقطع. وهو ها هنا متصل، لأن الرحم كانت بينهم مشتبكة موصولة فلما صدع بينهم بالرسالة قطعوه فأعلمهم بما يجب عليهم من الصلة وأن مراده منهم ليس