وهي أول الحواميم السبع، ديباج القرآن المتوالية في النزول واحدة بعد أخرى وليس في القرآن في ذلك مثلها. وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قرأها قبل أن ينام. ولعلها إن صحت كان ذلك في بعض الأوقات. فقد رويت عنه روايات كثيرة أنه كان يقوم إذا أوى إلى فراشه أذكارا إذا أضيفت إلى روايت القيام لصلاة الليل استغرقت الليل كله. فدل أنها كانت مبثوثة على الليالي باختلاف الحالات.
فيها من النسخ آيتان.
[الآية الأولى: قوله تعالى: {فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك}.]
والآية الثانية قوله تعالى:{فبئس مثوى المتكبرين فاصبر إن وعد الله حق} نسخ ذلك بآيات القتال وقد تقدم.
[وفيها من الخصوص]
آية واحدة، وهي قوله تعالى:{ويستغفرون للذين آمنوا} قالوا: نسخت قوله تعالى: {ويستغفرون لمن في الأرض}.
قال القاضي محمد بن العربي رضي الله عنه:
ليس هذا نسخا إنما هوتخصيص عموم، والتخصيص يدخل في العموم، كان جزاء أو تكليفا باتفاق. وفي النسخ كلام أشرنا إليه وتحقيقه في موضعه.