يبدو أن كتاب الحبيب نشأ في الوسط ذاته الذي نشأ فيه مصحف الجماعة. ونحن لم نخبر شيئا يذكر عن الكتاب أو عن مؤلفه في المصادر العربية، كما أنه ليس واضحا فيما إذا كانت كلمة «الحبيب» هي الترجمة الحرفية لعنوان الكتاب، أم أنها كنية المؤلف.
هذا وسبق ل برتلو أن أشار إلى أن الكتاب يرجع إلى السيمياء اليونانية (الكيمياء، (١٢، iiichimie ويرى ليبمان: lippmann أن كتاب الحبيب إمّا أن يكون «قد جاء عن طريق ترجمة أو عن طريق تعديل طفيف لأصل إغريقي سابق» («النشأة entstehung «ص ٣٦١)، في حين يرى روسكا أن كتابالحبيب نشأ كما نشأ كتاب قراطيس (انظر قبله ص) وكما نشأ مصحف الجماعة في مصر الإسلامية امتدادا من القرن التاسع وحتى القرن الثالث عشر الميلاديين. وإبان هذا الوقت، لم يكن للسيمياء قاعدة تجريبية في مصر، خلافا لشرق العالم الإسلامى الذي حفلت فيه السيمياء بالتجربة العملية (مصادر ودراسات في تاريخ العلوم الطبيعية والطب
quell. u. stud. z. gesch. d. nat. wiss. u. d. med.
١/ ١٩٣١/ ٣١٨ - ٣٢٠) . وبصرف النظر عن أنّه أمر لا يمكن إثباته تاريخيّا، ولا يمكن فوق ذلك تصوره فكريّا، إذا ما أراد المرء أن يعلّل افتقار تلك الكتب إلى ذلك التطور الذي حققته الكيمياء عند العرب، بمستوى هذا الفرع من العلم في مصر، بصرف النظر عن ذلك فإن المصادر وأسماء الأعلام المذكورة فيها تشير إلى أن زمن نشأة الكتب تلك وبالتالي كتاب الحبيب أيضا، يرجع إلى ما قبل الإسلام. فلا يعرف المؤلف اسما عربيّا واحدا على ما يبدو، وإنما يذكر أغاذيمون وهرمس وآرس وديمقراطيس وأرخلاوس وفيثاغورس وأفلاطون وأرسطوطاليس ومارية وسيماس وثيوفيلوس (١) theophilos وجريجوريوس gregorios وزوسموس. ولم يذكر اسم أبولونيوس التيانى «ap olloniusvontyana» في كتاب الحبيب، كما أن المؤلف لم يكن يعرف النظريات الموجودة في الكتب المنسوبة إلى أبولونيوس، ويحتمل أنها نشأت في القرن الخامس الميلادي. زد على ذلك أنه لم يذكر في