٤٤) ويبدو مع كل هذا أن تأثير الكتب الكيميائية المنسوبة إلى هرمس، على جابر وعلى الرازى كان ضئيلا وغير مباشر. ومن الجدير بالذكر أن العديد من المقتطفات المأخوذة عن كتب هرمس، موجودة عند ابن أميل (مطلع القرن الرابع/ العاشر، انظر بعده ص ٤١٦) الكيميائى العربى ذى الصلة الأكيدة بكيمياء ما قبل الإسلام.
ويرجع، على ما يبدو، الجزء الأعظم من الكتب الكيميائية العربية التى ذكرت هرمس مؤلفا، إلى زمن يقع قبل زوسيموس ذلك الزمن الذي اعتبره فستوجيير festugiere زمن نشأة كتب هرمس الكيميائية اليونانية (انظر قبله ص ٣٣). غير أن هناك بعض الكتب المعروفة باللغة العربية موضوعها التنجيم تارة والشعوذة تارة أخرى يقع زمن نشأتها- انطلاقا من محتواها في تحديد ذلك- في وقت متأخر، أى بعد زوسيموس، منها مثلا ««كتاب سر الجواهر المضيئة في علم الطلسمات» و ««كتاب في تصريف صناعة الطلسمات على سائر الصناعات»؛ وقد استعمل جابر الأخير منهما كمصدر بصورة خاصة (كراوس، ٤٤، II ن ٥). كذلك، فإنه يبدو أن من هذه الكتب المتأخرة كتبا ادّعي أنها تحريرات لعلماء قدامى مشهورين، من ذلك مثلا:«رسالة هرمس في الإكسير» لسقراط أو «كتاب الأستوطاس» لهرمس، زعم أن أرسطاطاليس نقحه.
ومما ينبغى ذكره، كذلك، أن المحررين العرب، اعتادوا أن يعدّلوا بعض البيانات كالبيانات الجغرافية مثلا، التي في الكتب المنسوبة إلى هرمس، بما يتماشى مع الأحوال في زمانهم، ولكن يجدر بالمرء ألّا ينقاد بسبب ذلك إلى وصف مثل هذه الكتب بأنها زيوف عربية (انظر blochet في مجلة ١٩١١/ ٤ rso م- ١٢/ ٥٧ - ٦٢).
[أ) مصادر ترجمته]
ابن النديم ص ٢٦٧، ٢٨٦، ٣١٢ - ٣١٣، ٣١٨، ٣٢٠، ٣٥٣، المبشّر:«مختار الحكم» ٧ - ٢٧، ابن جلجل ص ٥، صاعد:«طبقات» ١٨، ٣٩، ابن القفطى:«حكماء» ص ٣٤٦ - ٣٥٠، ابن أبي أصيبعة I