لقد أوجز كراوس فى هذا الفصل مرة أخرى النتائج الإجمالية للأدلة في زيف مجموع جابر، وصفها كراوس على أنها «البرهان القاطع «preuvedecisive ويرى كراوس أن «كتب الموازين» ومجموع الخمسمائة كتاب تشير إلى التعاليم الإسماعيلية والقرمطية وإلى تعاليم شيعية متطرفة أخرى، كما كانت «هذه التعاليم» فى نهاية القرن الثالث/ التاسع ومطلع القرن الرابع/ العاشر، الأمر الذي يقتضى أن أجزاء المجموع هذه قد صنفت خلال الوقت هذا، وما ينطبق على أجزاء المجموع ينطبق كذلك على العديد من الكتب الطبية وكتب الشعوذة والكتب الفلسفية وغيرها من الكتب التى لم يوثق وجودها إلا بتلك المجاميع. وقد طرح كراوس على نفسه السؤال فيما إذا كان ينبغى أن يستنتج من هذا الواقع- كما بدا له- أن كل أجزاء المجموع الأخرى وبخاصة تلك الأجزاء التى هى أقدم من «كتب الموازين»، أنها من ذاك التاريخ المتأخر، كذلك؟ ولقد نبّه إلى أنه لا بد من استنباط هذه النتيجة إذا ما نظر إلى كل الكتب التى هى باسم جابر على أنها أعمال مؤلف واحد. ولن تضطرب هذه النتيجة وتتداعى إلّا بالفرضية التى سبق لكراوس أن وضعها والتى تفيد أن الكتب الجابرية لم تصنف من قبل إنسان واحد وإنما من قبل طائفة وأن مستويات المجموع المختلفة تبين مراحل تطور أدبى ومذهبى. وفى الواقع لا يبدو أن التعاليم الدينية فى «كتب الموازين» وفي مجموع الخمسمائة كتاب، أنها انعكست على مجموع كتب المائة واثنى عشر وعلى مجموع السبعين كتابا فلهذين المجموعين محتوى تقني خالص؛ فهل هذا يعد قرينة في أن هذين المجموعين الأخيرين على الأقل، هما أصيلان ويرجعان إلى جابر، تلميذ جعفر؟
وقد علق كراوس على ذلك بقوله: «نحن لا نعتقد ذلك فالاختلاف في المذهب والأسلوب بين مجموع المائة واثني عشر كتابا ومجموع السبعين كتابا من جهة وبين كتب