منذ مدة وجيزة قدم w.schmucker رسالته للدكتوراه التي حقق فيها مضمون وأهمية الجانب المتعلق بالنبات في الكناش الطبي فردوس الحكمة (انظر المجلد الثالث من gas ص ٢٣٦) فكانت رسالة مفيدة وغنية بالمعلومات (مادة الطب النباتية والمعدنية في فردوس الحكمة
diepflanzlicheun dmineralische materiamedica
، انظر gas م ٣ ص ٢٣٩). وهذا الجانب ليس كبيرا في الكتاب ويقتصر على «وصف عن كثب للعقاقير ونباتات العلاج». فعليّ بن ربّن يذكر جملة من أنواع النبات لم يحصل أن عثر عليها كما أنها «تكاد لا تعني شيئا بسبب النقص في الأدلة المناسبة لذلك». ولهذا فليس بعيدا أن يكون المؤلفلفردوس الحكمة تكلم في هذه الحالات عن أنواع من النبات تنمو في فارس «ولم تعرف، لأسباب جغرافية وإقليمية خاصة، بعيدا عن حدود أماكنها». وقد وجد schmucker ما يقابل ذلك بين النباتات الآرامية، ولهذا فقد رأى، وبحق، أنه إذا ما أريد البحث عن مصادر الكتاب فعلينا أن نطلبها في مثل هذه الحالات في مجال اللغة الآرامية- السريانية (المصدر المذكور له أعلاه ص ٢١). ولقد توصل schmucker بناء على فرزه للجانب النباتي من فردوس الحكمة، إلى بعض الآراء المهمة فيما يتعلق بالزمن المبكر بالنسبة للنبات العربي ومما ذكره: schmucker
«لقد كان المسلمون- الأمر الذي يلاحظ عند الطبري (علي بن ربّن) - كان لهم إذن معرفة هائلة في نوع أجزاء النبات الطبية وكيف يقطفونها أو يجنونها وأين ومتى يخزنونها حتى ينالوا منها مقدارا عاليا من المادة الفاعلة بقدر الإمكان ولتخرج إلى الظهور مواد المحتوى بكاملها. وقد عرفوا كذلك الطرق الضرورية في تحضير العقاقير، كما عرفوا أفضل ضروب الحفظ والتخزين (المصدر السابق ص ٢٨)، أما فيما إذا كان علي بن رين الطبري على معرفة عظيمة في علم النبات، فيؤكد schmucker ذلك إذ أن «ملاحظاته الثاقبة المتعددة والمتعلقة بأشكال خاصة معينة في عالم النبات من نباتات بلاده» تقوي مثل هذا الانطباع (المصدر السابق ص ٢٩).