للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١ - المدخل]

إن الإنسان في عصرنا الحالي الذي «تعني الكيمياء الحديثة في نظره معرفة العناصر المكونة للمواد المتوافرة في الطبيعة عن طريق التحليل النوعي وتقدير نسبها فيها بالتحليل الكمي» لا يكاد يستطيع أن يتخلص من التصور بأن الكيمياء القديمة كانت تهدف قبل كل شئ إلى صنع الأحجار الكريمة والمعادن أو تقليد وتزييف للذهب والفضة.

بيد أن مؤرخ الكيمياء يلاقي العنت إذا ما حاول، تبعا لهذا التصور، وضع فاصل زمني تاريخي بين الكيمياء القديمة والحديثة وهناك توجد صعوبة أخرى بعد لم يتغلب عليها، تتجلى في تفسير كلمة «كيمياء «Chemie أو «الكيمياء. «Alchimie إلا أنه من المؤكد أن كلمة كيمياء وكلمة «Alchimie» تعنيان الكلمة العربية «الكيمياء»، وإن كان اللغويون المحدثون ومؤرخو الكيمياء لم يتفقوا على أصل الكلمة الأخيرة.

ومن المؤكد أيضا أن كلمة «الكيمياء» ليست سوى تلك الكلمة المستعملة لدى اليونانيين منذ زمن بعيد بصورتها المألوفة xuueia .. وقد طرأت عليها تصحيفات مختلفة مثل xnueia و .. xnuia الخ.

ولقد وضع O.Lagercrantz نظرية عجيبة في أصل هذه الكلمة، مفادها أنها تصحيف لكلمة) uoljeia خيانة زوجية) (١)، وأن الذي حمله على ذلك هو الرأي


(١) Das Wort Chemiein: Kungl. Vetenskaps- Societetens Arsbok ١٩٣٧, Uppsala ١٩٣٨, p. ٣٦;
وارجع كذلك إلى:
H. H. Dubs, The Originof Alchemyin: Ambix ٩/ ١٩٦١/ ٢٣ - ٣٦
وقد ذهب إلى أن عهد T'ang - في الصين، البلد الأصلي لسيمياء العرب. بخصوص أصل السيمياء انظر:
H. J. Sheppard, Alchemy: Originor Origins? in: Ambix ١٧/ ١٩٧٠/ ٦٩ - ٨٤; J. Needham, Contri- butionsof China, India, andthe Hellenistic- Syrian Worldto Arabic Alchemy, in: prismata ٢٤٧ - ٢٦٧