للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القائل أن طرق الكيميائيين القدامى كانت منصبة على التزييف والخداع (١). على أن محاولة الوصول إلى تحديد مفهوم الكلمة لدى العلماء العرب والمسلمين وفروع العلم التي تهمنا هنا أجدى في نظرنا وأهم من الخوض فى مسألة أصل واشتقاق الكلمة.

وليست هناك إلى الآن دراسة مستفيضة، تعتمد على ما وصل إلينا من مواد، حول المفهوم الدقيق لكيمياء

Chemie

والكيمياء. Alchimie ترجع الدراسات التى خصصت لهذا الموضوع فيما سبق إلى عهد، كانت الفكرة السائدة فيه حول الكيمياء العربية ومنزلتها الرفيعة، غامضة مبهمة، من هذه الدراسات نعدّ حتى مقالات (فيدمان Wiedemann (الذي ندين له في اكتشافاته القيمة وفي الحلول الكثيرة التى قدمها في مجال تاريخ العلوم الطبيعية العربية.

وفى المناقشات التي دارت حتى الآن حول ما يمكن به تعريف الكيمياء العربية القديمة وحول موقف علماء البلدان العربية الإسلامية إزاء هذا الفرع من العلوم، اعتبر المرء- وذلك خطأ في نظري- أن الكلمة العربية المرادفة لكلمة Alchimie هي فقط كلمة الكيمياء أو علم الكيمياء. ولم يلق بالا إطلاقا إلى أن الكيميائيين الأوائل من العرب لم يسموا هذا الفرع أبدا بأحد هذين المصطلحين، وإنما أطلقوا عليه «علم الصنعة» أو «الصنعة»، كما أنهم لم يسموا أحدا سبقهم في هذا العلم «الكيميائي» وإنما «صاحب الصنعة» وأحيانا «صاحب الحكمة» أو «الحكماء».

ومن الجدير بالذكر أن أقدم كتب الكيمياء التي وصلت إلينا سميت (رسالة) أو (كتاب في الصنعة) إذا لم تكن تحمل عنوانا خاصا أما «جابر» في كتابه «كتاب الحدود» والمؤلّف قبل عام ١٥٠ هـ/ ٧٦٧ م في تعريف العلوم وتصنيفها (انظر بعده ص ٣٤٩) فقد صنف الكيمياء «علم الصنعة» مع علوم الدنيا ووصفها بأنها «علم شريف» مميّزا


(١) Ruska, Neue Beitragezur Geschichteder Chemiein: Quell. u. Stud. z. Gesch. d. Nat. wiss. u. d. Med.
(روسكا: مقالات جديدة في تاريخ الكيمياء، مجلة مصادر ودراسات في تاريخ العلوم الطبيعية والطب) ٨/ ١٩٤٢/ ٣٠٩.