للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

meier

و c.g.jung من محاولاتهما بعد، اكتشف في المبدأ الرئيسي من «علم الميزان» لجابر، قياس (وزن) شهوة نفس العالم اللاجسمي تجاه أي جوهر كميّا، أي محاولات تبين أن هناك علاقة تكامل حقيقية بين الفيزياء وعلم النفس (١). «وعلى حين أن الحقيقة السيكلوجية كيفية في معظمها، إلا أن لهاما يسمى وجود طاقيّ طبيعيّ مستتر، ذلك لأن الظواهر النفسية تدل على سيماء كمية إلى حد ما، فلو قدّر وزن هذه الكميات بطريقة ما، لكانت النفس شيئا ما يظهر متحركا في الخلاء، يمكن تطبيق صيغة الطاقة عليه، أي لمّا كانت الكتلة والطاقة للكائن نفسه، اقتضى أن يكون للنفس، ما دام لهذه فعل يمكن التأكد منه في الخلاء أصلا، وللكتلة والسرعة مفاهيم متطابقة، أو بعبارة أخرى لكان للنفس سيماء ما تظهر فيها ككتلة متحركة (٢)».

ولعل فيما ذكر حتى الآن ما يكفي لتوفير فكرة عامة في طبيعة كتب جابر. وقد اقتبس بشكل رئيسي من دراسة كراوس لجابر، تلك الدراسة التي عرضت فيها أهمية كتب جابر بطريقة فذة، لكنها لم تكتمل بسبب النهاية المأساوية المبكرة لحياة المؤلف.

ونظرا لما استجد من اكتشاف مخطوطات، ونظرا للمشكلات التي حلت بعد ذلك وللنتائج في الدراسات الإسلامية، نظرا لكل هذا فإن مشكلة جابر تتطلب دراسات أخرى.

[ثالثا: مصادر جابر]

كلما ثبت ما لمحتوى كتب جابر من أهمية أكبر بالنسبة لتاريخ العلوم، لا العلوم الإسلامية وحدها، وإنما بالنسبة للعلوم بوجه عام، حظي موضوع نشأة وأصل علوم جابر بأهمية أكثر. وهو بالتأكيد موضوع من أهم موضوعات تاريخ العلوم الإسلامية بالنسبة لواقع الدراسات الحالية. هذا وتبدو دراسة كراوس بهذا الصدد مفيدة بلا شك،


(١)
c. a. meier, modernephysik- modernepsycholog iein: diekulturellebed eutungderkomp- lexenpsychologie ١٩٣٥, p. ٣٦٢.
(٢)
c. g. jung, dergeistderpsych ologiein: eranos- jahrbuch ٩٨٤/ ٦٤٩١/ ٤١.