للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الموازين، ومجموع الخمسمائة كتاب من جهة أخرى، هذا الاختلاف ليس كبيرا بحيث يمكن افتراض: أن هاتين المجموعتين من الكتب قد ألّفتا بفارق زمنى بينهما يزيد على القرن. فلقد اتبع مبدأ «تقسيم العلوم»، وهو ما يميز تركيب كتب جابر، فى مجموع المائة واثني عشر كتابا وفي مجموع السبعين كتابا بالمقدار نفسه. كذلك توثقت الاستغاثة بالأستاذ ونسبة التعاليم الصنعوية إليه، توثقت هذه فى هذين المجموعين. بالرغم من كل هذا التباين المبيّن فيما سبق فإن تعاليم «كتب الموازين» ما هي إلا استمرار مباشر لمجموع كتب السبعين» (١).

بل وأهم من ذلك كما يبدو لكراوس: أن أقدم مجموعة في المجموع وكثيرا من الكتب الأحدث كذلك، تذكر بعضا من الكتب التي تعزى إلى بليناس (أبولونيوس التيانى- المزعوم). وهكذا ينبغي إذن أن يكون المجموع بكامله أحدث من كتب بليناس. لقد ذكر الرازي (توفى ٣١١/ ٩٢٣) أن كتاببليناس «كتاب العلل» ما هو إلا كتاب مزيف من عهد المأمون (١٩٨ هـ/ ٨١٣ م- ٢١٨ هـ/ ٨٣٣ م)؛ وقد وثقت قرائن أخرى هذا التاريخ. ومصطلحات كتاب بليناس عريقة في القدم، بينما تتفق مصطلحات جابر مع مصطلحات المؤلفين المتأخرين. وعلى ذلك فلا يمكن أبدا أن تكون أقدم أجزاء المجموع كتب تلميذ من تلاميذ جعفر الصادق، كما لا يمكن أن تكون قدمت للبرامكة، بل هي إذا امتدت في القدم فأقدم عهد ترجع إليه هو القرن الثالث/ التاسع.

وهكذا لم يعوّل كراوس لدى إيجازه «للبراهين القاطعة» فى الحكم على التاريخ الزمني، لم يعوّل على فكرته المنطلقة من تطور مذهبى عند غلاة الشيعة فحسب وإنما عول كذلك على العودة إلى كتب بليناس ومنها «كتاب العلل» (أو نسخة الكتاب المحررة بالعربى)، وهو كتاب مزيف يقال إنه من عهد المأمون. وكما سبق وشرح فيما مضى (انظر ص) فقد عرف العرب، وفقا للمعلومات التاريخية، بعضا من كتب


(١) كراوس i ص. lvii