للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بليناس على الأقل وذلك في القرن الأول/ السابع. أما كتاب بليناس في الفلاحة الذي وصل إلينا فقد ترجم عام ١٧٩ هـ. وهذا يدعو للاعتقاد أن كتاب بليناس المشهور عرفه العرب فى وقت مبكر إلى حد ما ... فإذا ما سلمنا بما ذكره الرازي عن زيف الكتاب في عهد المأمون، فلا يمكن أن يكون هذا إلا للنسخة المحررة بالعربية، وهذا ما يظنه كراوس أيضا. وبهذه المناسبة لا بد من الإشارة إلى حقيقة لها أهميتها بالنسبة لهذه الفرضية ومفادها أن اقتباسات جابر عن كتاب بليناس لا تتفق حرفيّا مع ما فى النسخة المحررة التى وصلت إلينا وهذا ما يعتقده كراوس (كراوس ii ص ٢٨٢، ن ٣) الذي استنتج من ذلك استنتاجات خاطئة.

«latr aditionindirecte» (١)

يناقش كراوس في هذا الفصل البيانات التاريخية التي يراها ملائمة في تحديد زمن نشأة المجموع قبيل النصف الثانى من القرن الرابع/ العاشر. من الأدلة التي تهمنا بالدرجة الأولى، تلك التي ساقها كراوس وتتعلق بالإحالات التي أحالها إلى جابر كل من ابن أميل وابن وحشية وأبي بكر الرازي.

فابن أميل، وقد كان صنعويّا بشكل رئيسي، يذكر في «كتابه الماء الورقى» كتابين من كتب مجموع المائة واثنى عشر كتابا ويشرح كذلك الجزء المتعلق بالأخوين في «كتب الموازين» لجابر (٢). وقد ذكر كراوس بهذه المناسبة أن ابن أميل انتقد أسلوب جابر الغامض. ونستبق القول بأن ابن أميل كان، على ما يبدو، على معرفة واسعة بأعمال وكتب جابر وأن المرء يخرج من كلامه بانطباع جيد عن الدور الذى لعبه جابر لدى صنعويي القرن الثالث/ التاسع (٣)؛ كما تتأكد بياناته على أنها مهمة خاصة فيما يتعلق


(١) كراوس i ص. lvii -lxv
(٢) كتاب «الماء الورقي» في مجلة.٩٧ - ٩٣/ ١٩٣٣ /١٢ masb
(٣) على سبيل المثال «وجدت الناس الذين يطلبون هذه الحكمة منصبين على كتب جابر بن حيان رحمه الله وذلك أنهم أخذوا بظاهر قوله لمعرفتهم بالعقاقير المسمّاة في كتبه فتوهموا أن جابرا قد أعطاهم علما نافعا صراحا وأنه قد أوضحه لهم إيضاحا وأن العقاقير التي سماها لهم هي الحق ومنها يكون الكيمياء فأخذوا بظاهرة قوله من الحيوان والنبات والحجارة ... وغرهم يمين جابر وما يحلف به في أبواب كتبه بالصادق صلّى الله عليه وسلم ... ». (المصدر المذكور له أعلاه ص ١٠٢ س ٢٣).