للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلمة أخيرة فى مناقشة رأي كراوس الذى يفيد أن في المجموع الجابري آثارا من المذهب الإسماعيلي والقرمطي وأنه لذلك يستحيل أن تكون نشأة المجموع في القرن الثانى/ الثامن. والسر في ذلك أن كلمة «قرامطة» وردت في فقرة من فقرات نسخة «كتاب الإخراج» التي رجع إليها كراوس. وهذا بمفرده لا يمكن أن يتخذ حجة في زيف مجموع جابر، حينما تفقد الحجج المقدمة الأخرى قوة دلالتها وبخاصة أن أسبابا أخرى كثيرة تحدد زمن نشأة المجموع ذاته فى القرن الثانى/ الثامن. وبهذه المناسبة فإن الرأي الذي يفيد أن كلمة «قرامطة» نشأت من اسم الزعيم السياسي «حمدان قرماط» (توفى عام ٢٩٣/ ٩٠٦) أنه مجرد ظن بعض العلماء ليس إلا. فلقد سبق أن بيّن ماسينيون إلى أنه يميل إلى «أن فيها اقتباسا من اللهجة الآرامية المحلية فى واسط» (انظر، ii ,ei ص ٨٢١؛ وانظر كذلك s.m.stern مقالة: الإسماعيليون والقرامطة ismai lisandqarmatians في:

(l'elaborationdei ' islam, colloquedestrasb ourg ١٢ - ١٣ juin ١٩٥٩, paris ١٩٦١, p. ١٠٢)

وقد أشار بذلك إلى أنه وجد فى المنطقة ذاتها عام ٢٥٥/ ٨٦٨، على ما يذكر الطبري، (١٧٥٧، iii) بين المتمردين مع «القراطية»، وجد فيلقا من «القرماطية»، وأنه ذكر على أن رجلا يدعى «راشد القرمطي» كان على صلة بالحركات الدينية السياسية في ذاك الوقت ذاته (الطبري iii ص ١٧٤٩). وهكذا فإنه من المؤمل أن تأتى الدراسات المقبلة بقرائن أخرى تتعلق بأصل هذه الكلمة. وسيتوقف، فى الوقت ذاته، على نتائج هذه الدراسات فيما إذا كان ورود الكلمة في «كتاب الإخراج» يعد أقدم زمن نعرفه terminusadquem. وأنه لمن الممكن كذلك أن اسم «القرامطة» دس بين أسماء الطوائف المذكورة (١).


(١) لقد دعيت «التوقيدية» في ك. الاخراج (مختار رسائل ص ٧١ - ٧٢) الهنود ثم أردف القول: «وكذلك القرامطة الكونية والقدرية والرّزية والسلسلية والماهية ... ».