للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أساتذته الآخرين في الصنعة يذكر جابر راهبا كان هو ذاته تلميذا ل مريانس أستاذ خالد بن يزيد، قام جابر بطلب هذا العالم في الشام وتعلم منه بعض الشيء (انظر قبله ص ١٨٩)، وقد ادّعى جابر لنفسه معلما ذا اسم غريب (عجيب) «أذن الحمار المنطقي»، لكنه لم يعط أية تفاصيل أخرى عنه (١).

وإضافة إلى ما يذكره جابر عن إقامته في العراق وسوريا يكتب أحيانا عن أخبار رحلاته إلى مصر والهند (٢). ووصلت إلينا أسماء بعض تلاميذه، ذكر ابن النديم منهم ثلاثة: الخرقي وابن عياض المصري والاخميمي، فضلا عن ذلك يعترف يحيي بن أبي بكر البرمكي بأنه تلميذ لجابر (انظر بعده ص ٢٩٤).

وقد اعتمد ابن النديم في بيان مؤلفات جابر على فهرسين وضعهما جابر بنفسه، شمل الفهرس الكبير منهما مؤلفاته جميعها، وخصص الصغير للكتب الصنعوية. ولم يذكر ابن النديم عنده من الفهرسين إلا تلك الكتب التي رآها بنفسه أو التي شهد له فيها العلماء الثقات. وقد أضاف جابر إلى هذه المؤلفات، التي رتبها بنفسه وفقا للعناوين، أضاف المعلومات التالية المتعلقة بكتبه (٣): «ألّفت ثلاثمائة كتاب في الفلسفة وألف وثلاثمائة كتاب في الحيل .. وألف وثلاثمائة رسالة في صنائع مجموعة وآلات الحرب، ثم ألّفت في الطب كتابا عظيما، وألفت كتبا صغارا وكبارا نحو خمسمائة كتاب ... ثم ألّفت كتب المنطق على رأي أرسطوطاليس ثم ألّفت كتاب الزيج اللطيف نحو ثلاثمائة ورقة وكتاب شرح اقليدس وكتاب شرح المجسطي وكتاب المرايا ... ثم ألّفت كتبا في الزهد والمواعظ، وألّفت كتبا كثيرة في العزائم حسنة وفي النيرنجات وفي خواص الأشياء، ثم ألفت بعد ذلك خمسمائة كتاب نقضا على الفلاسفة .. (٤)». ولقد علق روسكا، عام ١٩٢٩ م، على عمل جابر الأدبي المثمر


(١) كتاب الأسطقس الأس، تحرير وتحقيق هولميارد ص ١٠٠.
(٢) كراوس i ص ii ;xxxix ص ٨٩ و ٩٠.
(٣) لا ينبغي لمبالغات تلك العهود القديمة أن تنفر.
(٤) ابن النديم ص ٣٥٧؛ روسكا في كتابه: الكيميائيون العظام d iegrobenchemiker ص ٢٢.