للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا وتعتبر بعض الكتب المنسوبة إلى أبولونيوس التياني من أهم وأوسع مصادر جابر، ذكر جابر منها بالاسم «كتاب سر الخليقة». يؤخذ منالاقتباسات أنه استعمل أو عرف «كتاب السبعة» (الأصنام) (١) المنسوب إليه والكتب المتعلقة بالسحر (٢).

ولقد خص (٣) كراوس موضوع علاقة المجموع بأبولونيوس التيانى المزعوم، أي بليناس، بدراسة مسهبة إلى حد ما وهى بحاجة إلى متابعة وتصحيح في بعض النواحى. وكما سبقت محاولة إظهاره (ص ١٢١) فإن كتب بليناس على ما يبدو من القرن الخامس الميلادي، وربما نحلها مؤلف واحد إلى أبولونيوس. وإذا لم نقنع بالحكم عليها مسبقا بأنها مزيفات عربية فإننا نعرف فى بعض الحالات حتى اسم المترجم السرياني سرجيوس الرأس عينى (انظر قبله ص ١١٣). تفيد مخطوطة «كتاب السبعة» أنه ترجم إلى اللغة العربية للأمير الأموى خالد بن يزيد (انظر قبله ص ١٢٦).

يستنتج من استعمال وذكر «كتاب سر الخليقة» فى أقدم أجزاء مجموع جابر، تلك الأجزاء التى يعود بعضها على ما يظهر إلى النصف الأول من القرن الهجرى الثاني، يستنتج أنه ترجم مبكرا عن اللغة السريانية إلى العربية، وقد تأكدت هذه الناحية من العثور على مخطوطة لمّا ينته تقويمها بعد بما فيه الكفاية. أما «كتاب الفلاحة» لبليناس الذي انتفع منه مؤلفون متأخرون، فقد عثر على نسختين مخطوطتين منه بعد عام ١٩٣٠ (انظر بعده ص ٤٧٣)، فضلا عن ذلك، فقد تثبّت من صحة البيانات في المخطوطة والتى تفيد أن الكتاب ترجم عن اللغة اليونانية إلى اللغة العربية فى عام ١٧٩/ ٧٩٥ ليحيى بن خالد بن برمك (انظر بعده ص ٤٧٠). ومن المهم جدّا فيما يتعلق بموضوع مصادر وزمن نشأة المجموع الجابرى أن جابرا، الذى ما فتئ يعوّل على كتب بليناس، لم يذكر هذا الكتاب فى كتابه «كتاب الخواص» (٤). وهذه الظاهرة


(١) المصدر السابق ص ١٢٨ - ١٢٩.
(٢) المصدر السابق ص ٢٩٥.
(٣) المصدر السابق ص ٢٧٣ - ٣٠٣.
(٤) ولو أنه يذكره مرة واحدة مع علماء آخرين في «كتاب الخواص» (فأما سقراط وسنباليقوس وثاليث وبليناس فمجمعون على أن الأشياء كلها تجرى مجرى واحدا .. ، مختار رسائل ص ٢٢٩ - ٢٣٠)، لكنّ هذا لا يدل على استعمال مباشر ل «لكتاب الفلاحة» لصاحبه بليناس.