للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من المفيد والمهم كذلك بالنسبة لزمن أول ترجمة لهذه الكتب أن نعلم أنها لم تذكر إلا فى «كتاب البحث» وهو من أحدث كتب جابر التى تصادفنا فيها ولأول مرة الكتب اليونانية الأصيلة، بغض النظر عن بعض الكتب الأولى التي استعملت من كتب أرسطوطاليس وجالينوس والتى عرفها العرب فى زمن مبكر إلى حد ما. لقد اعتاد جابر، فيما يتعلق بكثير من الاقتباسات، أن يوضح المصادر المستعملة ببيان الأبواب.

وما من شك أنه اقتبس النصوص التى وقعت بين يديه حرفيّا، الشئ الذى عرفناه من حالات أخرى (١). تبيّن مقارنة تعقد بين هذه الاقتباسات وبين ما وصل إلينا من ترجمات تلك المصادر أن هناك بونا شاسعا بينهما، وتبيّن أن لهما أحيانا معنى مشتركا ليس إلا. وهذا الأمر يمثل ظاهرة ينبغي أن تعطى حقها فيما يتعلق بتاريخ الترجمات العربية. إذ تبطل هذه الظاهرة تماما ادعاء تبعية جابر بالترجمات المتأخرة تلك في القرن التاسع الميلادي.

ومما عرفه من المصادر اليونانية كذلك كتاب اقليدس الذي ألّف له شرحا انتقد فيه الشراح القدامى (المجلد الخامس من. (gas وقد عرف ابن النديم (ص ٣٥٧) شرح جابر للمجسطى لصاحبه بطليموس، وكثيرا ما أشار جابر في «كتاب البحث» إلى tetpablbyos (٢) ويحتمل جدّا أن جابرا لم يصله، خلافا «لكتاب النفس» (وربما كان الحوار، (phaidom أي كتاب أصيل من كتب أفلاطون، ومع أن جابرا يحيل إلى كوسمولوجية طيماوس «timaios» (٣) لكن هذا، على ما يبدو، كان عن طريق المصادر التى توسطت، فمما يكتشف على سبيل المثال توسط بليناس و nemesios فى آثار من كوسمولوجية طيماوس تتعلق بالمصطلحات opatovxalattov التي


(١) المصدر السابق ص ٦٤، ٢٨٢، ن ٣، ص ٣٣٢ - ٣٣٧.
(٢) كراوس، i ص ١٦٨.
(٣) المصدر السابق ii ص ٤٨، ن ٧.