للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التى ترجع لأرسطاطاليس وجالينوس والإسكندر الأفروديسى وبعض كتب آخرين، اكتشفها بين مصادر جابر، الجزء الأعظم منها ذكر فى «كتاب البحث» وهو من أحدث كتب جابر. أما سائر الأسماء اليونانية الأخرى- وقد أشار كراوس نفسه إليها كثيرا- فهى إما أسماء مستعارة أو اقتباسات مصادر جابر. وربما طال بنا الكلام إذا أردنا أن نذكر مئات من الكتب اليونانية التي لم تترجم إلى العربية إلا فى القرن الثالث الهجرى ولا علم لجابر بها قط. وإن اكتشاف أن جابرا لم يذكر سوى بعض الكتب اليونانية، إن هذا الاكتشاف في حد ذاته دليل على أنه عاش قبل القرن الثالث، القرن الذي ترجمت فيه كمية ضخمة من الكتب اليونانية إلى اللغة العربية.

(٤) أما فكرة كراوس الرابعة التي ذكرناها، والتي تتصل بالفكرة السابقة، فهي أنه سيترتب على التسليم بأصالة كتب جابر «أن يرجع بتاريخ الترجمات العربية لكتب أرسطوطاليس والإسكندر الأفروديسى وجالينوس

و plutarch

المزعوم، أن يرجع بتأريخها المسلم به أكثر من قرن إلى الوراء». وقد قصد كراوس بذلك الكتب اليونانية الأصيلة، تلك الكتب التي ذكرها جابر في مؤلفاته والتى خصها كراوس بالدراسة في ملحق مجلده الثانى. وإضافة إلى ذلك ترجمة «مصحف placita «لصاحبه plutarch المزعوم.

وربما يكفي للرد على هذا الاعتراض أن يحال إلى باب الترجمات فى هذا الكتاب. بيد أن الإيضاح يقتضي أن يقال إن كراوس ينطلق من اعتبار بعض الترجمات التى وصلت إلينا (الترجمات التي هى من القرن الثالث/ التاسع) هى الترجمات الوحيدة للكتب المذكورة إلى اللغة العربية. ويتضح، بما فيه الكفاية، من خلال بيانات ابن النديم (وهي ليست وافية تماما) ومن خلال ما وصل إلينا من مادة أن كتبا يونانية كثيرة ترجمت إلى اللغة العربية مرتين أو ثلاث مرات. وكثير من الترجمات الأولى يعود إلى القرن الثانى/ الثامن، من ذلك بخاصة كتب أرسطوطاليس وجالينوس. من الجدير بالاهتمام أن كتب الإسكندر الأفروديسى لم تذكر إلا في أحدث كتاب من كتب جابر، فى «كتاب البحث». أما فيما يتعلق ب «مصحف «placita» «فقد اقتبس جابر عنه بعض النصوص دون أن يذكر اسم plutarch أو اسم الكتاب. فاقتباسات جابر تتطابق حرفيا مع الترجمة التى وصلت إلينا، الشئ الذى يدعو للتسليم بلا تردد أن جابرا استعمل هذه