للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأجيال». «أليس ما يتبعه جابر فيما يعلنه في كل مجموع أن المجاميع السابقة لا توضح العلم بدقة كاملة بل بصورة مرموزة وأنها بحاجة إلى تكميل وشرح جديد، أليس هذا وسيلة حاذقة تمكن من إضافة رسائل ومجاميع جديدة إلى ما سبق أن صنف؟ » (١).

إن ظاهرة التطور هذه، سواء أكانت تصحيحا أم نقضا أم إكمالا لما سبق من كتب، لا يمكن لها أن تكون بحال من الأحوال حجة فى إثبات تعدد المؤلفين، حيث إننا نلاحظ هذه الظاهرة فى تاريخ العلم وفى مؤلفات كثير من المؤلفين، فبالرغم من إعادة وتصحيح أفكار واستبدالها بغيرها، فإن مما يذهلنا كون المؤلف يبرز فى كل الكتب باستقلالية نادرة لا تغير في موقفه الناقد ولا فى تمكنه التام من الموضوع والمادة.

ولقد عرف كراوس طابع المؤلف المتميز هذا، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حينما اعتقد- نظرا لضياع الكتب الفلسفية- بأنه من الممكن إعادة تصميم الأفكار السائدة في نظام المؤلف الفلسفي وذلك بالرجوع إلى شذرات، وصلت إلينا في مصادر مختلفة:

«pourretracerlest heoriesmetaphysi queetphysiquedej abir, onestobligede recourirauxdigre ssionsdecontenup hilosophique, asseznombreusesd ' ailleurs, quisetrouventdis perseesatraversl estraitestechniq uesducorpus. presqu'aucundese critspurementphi losophiquesn'est conserve. or, emalgre l'etatfragmentai redesrenseigneme ntsfournisparnos sourcessurcesuje t, on estetonnedelacoh erenceetdel'unit edelapenseequis' yexprime. unpassage commandel'autre, etlesreferencesb ibliographiquesa insiquelesrepeti tions frequentesaident arestituerleside esmaitressesdusy stemejabirien» . (٢)

وقد ضرب كراوس مثلا على عدم التناسق فى المجموع فذكر التردد لدى تصنيف المعادن، فقد صنف جابر الزئبق في أقدم الكتب مع «الأرواح» وفي الكتب التي تقع فى المنتصف من حيث الزمن- ككتب السبعين- ألحقه بالمعادن (٣). وقد صعب على كراوس أن يتصور مثل هذه التغييرات عند مؤلف واحد (٤).


(١) المصدر السابق ص xxxiv.
(٢) كراوس.١٣٥، ii
(٣) المصدر السابق ص ٢٠ - ٢٣.
(٤) المصدر السابق ص ٢٢.