وقد أشار كراوس كذلك إلى أن اسم «جعفر الصادق» ورد في النسخة المحررة الثانية ولم يرد في النسخة المحررة الأولى وأن جابرا استخدم في مخاطبة تلاميذه أو قرائه، اللفظ «يا عاقل» في النسخة المحررة الأولى، بينما كانت مخاطبته فى النسخة المحررة الثانية «يا أخي» (كراوس، i ص ٧ - ٨).
هناك ظاهرة مهمة أخرى هي أن النسخة المحررة الثانية تمتاز، إذا ما قورنت بالنسخة المحررة الأولى، بتطور كبير فيما يتعلق بعلوم جابر. وإذاكان عمل الإكسير من المواد الحيوانية والنباتية يلعب دورا رئيسيّا في النسخة المحررة الثانية، فليس له ذكر في النسخة المحررة الأولى. ولم تذكر النسخة المحررة الأولى سوى «كون» كبير «makrokosmos» و «كون صغير، «mikrokosmos أما فى الثانية فقد برز عالم آخر «mesokosmos» يطابق «الصنعة»، الأمر الذي يرجع في الظاهر إلى أفلاطون (١).
لقد علل كراوس- بحق- هذه الظاهرة وظواهر أخرى مشابهة في كلتا النسختين من «كتاب الرحمة» بأنها نتيجة التطور في العلوم الذي حصل في المدة الواقعة بين زمنى تأليف النسختين. ويذهب كراوس إلى أن النسخة المحررة الأولى نشأت في منتصف القرن الثالث الهجرى (كراوس، i ص، (lxv والثانية عن تحارير متأخرة (انظر المصدر السابق ص ٦) حتى نحو عام ٣٣٠ هـ/ ٩٤١ م (انظر المصدر السابق ص. (lxv أما نحن فنرى، كما سبق وذكر آنفا، أن النسخة الأولى من النصف الأول من القرن الثاني الهجري، والثانية تشهد بسعة وتطور معارف جابر.