انطلقت بعثات معهد المخطوطات إلى أماكن وجودها، فصورت نفائس مخطوطات الهند، وتركيا، والقدس، والشام، والمغرب، والمملكة العربية السعودية، واليمن، وسائر البلدان العربية، ثم ما أتيح لها من مكتبات أوروبا وأمريكا، وصورت نوادر مكتبات القاهرة: دار الكتب المصرية، والمكتبة الأزهرية، والبلدية بالإسكندرية، وسوهاج، ودمياط وطنطا.
ثم صبَّت كل ذلك في مكتبة المعهد بالقاهرة، وقدمت للدارسين زاداً طيباً، انتفع به المخلصون، وربح منه الرابحون. وحين أفسحت الجامعات العربية صدرها لتحقيق التراث، حصولًا على شهادتها العليا، كان معهد المخطوطات ملجأ وملاذاً، فزع إليه الدارسون، فأمدهم بالأصول، ودلهم على المراجع، وربط بينهم وبين الهيئات العلمية خارج مصر.
وفي السنوات الأخيرة كاد عمل موظفي معهد المخطوطات يخلص لخدمة طلاب الدراسات العليا، وقد ذكرهم من ذكر، ونسيهم من نسي، وعند الله في ذلك الجزاء.
ولقد كان محمد مرسي الخولي واحداً من هذا النفر الكريم الذين أخلصوا لمعهد المخطوطات، وقدموا للمتردَّدين عليه أجل الخدمات.
تخرَّج، رحمه الله، في كلية اللغة العربية، من كليات الأزهر الشريف، وبعد تخرجه عمل مصححاً بدار المعارف بمصر، وهناك أشرف على كثير من مطبوعات «سلسلة ذخائر العرب».
وتصحيح الكتب كان ولا يزال المدرسة الأصلية لتخريج العلماء، وفي هذه المدرسة تخرج الأخوان الفاضلان الدكتور عبد الفتاح الحلو، والدكتور مصطفى عبد الواحد؛ فقد عملا زماناً بمطبعة عيسى البابي الحلبي، هذه الدار العريقة في نشر الكتب، وقد صحح الأخوان كثيراً من كتب التراث كانت لهما عدة وعتاداً فيما استقبلاه، بعد ذلك، من أعمال.