الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» لمؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي. وهذا الكتاب أضخم مؤلفات الذهبي التاريخية، ثم هو أوسع التواريخ العامة حتى عصره، تناول فيه تاريخ الإسلام من بدء الهجرة النبوية حتى سنة ٧٠٠ هـ، فحصر مادة ضخمة في نطاقة الزماني الممتد عبر سبعة قرون كاملة، وفي نطاقه المكاني الشامل لجميع الرقعة الإسلامية التي امتد إليها الإسلام من الأندلس غرباً إلى أقصى المشرق، وقد شمل الحوادث الرئيسة التي مرت بها الجماعة الإسلامية منذ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وتعاقب الأحداث والدول في شتى أنحاء العالم الإسلامي حتى نهاية القرن السابع الهجري، كما تضمن تراجم المشهورين في كل ناحية من نواحي الحياة، ولم يقتصر على فئة معينة منهم، وتقدر تراجم هذا الكتاب بأربعين ألف ترجمة، كما ذكر الدكتور بشار عواد معروف في دراسته عن «الذهبي»، وقد جمع مخطوطات هذا الكتاب العظيم.
ونأتي إلى كتب الأدب. والمطبوع منها يملأ الأرجاء، بحيث يظن الظان أنه لا زيادة لمستزيد، لكن المعنيين بجمع الكتب والمشتغلين بعلم المخطوطات، والمتابعين لما ينشر من فهارسها يعلمون أن هناك قدراً كبيراً من صغار كتب الأدب وكبارها لم يعرف طريقه للمطبعة. ولندع صغار كتب الأدب إلى كبارها ونذكر ببعض المجاميع الشعرية والنثرية التي ما زالت مخطوطة، فمنها كتاب جليل القدر هو «الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي» لأبي الفرج المعافي بن زكريا المتوفى سنة ٣٩٠ هـ. ومنها كتاب «جمهرة الإسلام ذات النثر والنظام» للشيرزي المتوفَّى نحو سنة ٦١٧ هـ. وهذا الكتاب مرتب على ستة عشر كتاباً في الفنون الأدبية، وفي كل كتاب عشرة أبواب.
[أشهر مخطوطة شعرية]
ومن أحفل هذه المجاميع الأدبية كتاب «السفينة» لابن مبارك شاه المصري المتوفى سنة ٨٦٢ هـ، وهو كتاب حاشد جمع فيه مؤلفه مختارات من دواوين الشعراء وأخبارهم وتراجمهم، ومن بدائع المنثورات والحكايات ومنتخبات من مئات الكتب