للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمود محمد شاكر .. والتكريم المستحق (١)

في مساء يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شهر فبراير أقام اتحاد الناشرين المصريين والعرب حفلا ضخماً كرم فيه أوائل الناشرين، ثم جعل على رأس المكرمين علما من أعلام العربية وحارسا من حراسها الأوفياء في زماننا هو الأستاذ محمود محمد شاكر، وقد طلب إلي أن أقدم الأستاذ الجليل. فكانت هذه الكلمة: هذا شيخ العربية وحارسها: الإِمام أبو فهر محمود محمد شاكر، نقف حوله في ليلة تكريمه، محفوفاً بالمهابة، ملففاً بالجلال، مصوناً في تلافيف القلوب، ويقف معنا ألوف الألوف من أعلام العرب وعلمائها، منذ أن نطق بالعربية ناطق وكتب بها كاتب إلى أن يأتي أمر ربك، وما كان ذلك إلا لأن كلام هذا الإِمام موصول بكلام الأوائل، منتزع منه، ودال عليه ومكمل له، وشيخنا - حرس الله مهجته - لا تخرم مشيته مشية واحد من علماء الصدر الأول.

ولد شيخنا بمدينة الإِسكندرية يوم الاثنين العاشر من المحرم سنة ١٣٢٧ هـ - أول فبراير ١٩٠٩ م، ومنذ شب واستوى إلى يوم الناس هذا وهو يعيش حياة حافلة بالغرائب والعجائب. نعم لم يهدأ شيخنا يوماً واحداً خلال هذه الحياة المتطاولة، التي نرجو لها أن تمتد إن شاء الله، حياة صاخبة موَّارة شديدة الحركة.

إن أقصى ما يعرفه كثير من الناس الآن - وبخاصة الشباب - عن أبي فهر أنه صاحب الخصومة مع الدكتور طه حسين حول قضية الشعر الجاهلي وحول المتنبِّي،


(١) جريدة "الأهرام" (مصر)، ٢٩ مارس ١٩٩٦ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>