للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويسوؤه أن يعرض له أحد بنقد أو ذم، وكأنه هو كاتب الرسالة، وهذا لا يصح، فالمشرف يجب عليه أن يخلي بين الطالب ومناقشيه إلا إذا اقتضى الأمر توضيح مبهم، أو رفع التباس، ويحسن أن يكون هذا بعد انتهاء المناقشة، حتى لا يسقط الثقة بالمناقشين.

ومن أسوأ ما تراه الآن من تعصب بعض المشرفين أنه إذا رأى حدة من بعض المناقشين اتجه إلى الطالب وغمز له بعينيه، يعني "فوِّت"، وهذا شيء رديء جدًا، يراه الحاضرون بوضوح، ويخرجون يتندرون به، فيقولون: "شفت لما الدكتور غمز له بعينه"! هأْ هَأْ هَأْ.

[لا يجوز]

ومن هموم هذه المناقشات الجامعية أيضًا: أن بعض الرسائل تتناول شخصيات معاصرة تعيش بيننا الآن، وتدعى تلك الشخصية لحضور المناقشة، وفي رأيي أن ذلك لا يجوز لأنه ربما تعرض أحد المناقشين لنقد تلك الشخصية أو القسوة عليها، فيكون في ذلك حرج على الجميع، وأذكر أن صديقًا لنا أعد رسالة عن شيخنا محمود محمد شاكر-برّد الله مضجعه- وكان ذلك في حياته، ودعي شيخنا لحضور المناقشة، فأبى وقال: لا أحب أن أضع الأساتذة في حرج، أو أضيق عليهم سبل القول.

وما بقي من شجون هذه المناقشات الجامعية إلا أمران:

الأول: تقدير درجة الرسالة، وفي هذه المسألة مداخلات كثيرة، أعرف بعضها وأعرض عن بعض، فالذي أعرفه منها: أن بعض المناقشين- بدواعي إدخال السرور على المشرف والطالب والحضور- يوحي في أثناء المناقشة بما سيكون عليه التقدير، حتى إذا أعلن يكون قد فقد حرارة المفاجأة ونشوة الفوز، ومن ذلك أن درجة الامتياز ومرتبة الشرف الأولى قد كثرتا جدًا، ولو أجريت إحصاء بين الامتياز وجيد جدًا، لوجدت الدرجة الأخيرة ضئيلة بالنسبة إلى أختها.

<<  <  ج: ص:  >  >>