وفي الحديث النبوي وعلومه ما زالت هناك طائفة كبيرة من مخطوطاته تنتظر التحقيق والنشر. أما الفقه وأصوله فلعلها من أكثر علومنا غبناً في ميدان التحقيق والنشر. والعجيب حقاً أننا ما زلنا نعيش على كتب الفقه التي طبعت بمصر منذ زمن بعيد، مثل الأم للشافعي، والمهذب للشيرازي، والمجموع للنووي، وبدائع الصنائع للكاساني، وشرح فتح القدير لابن الهمام، وحاشية ابن عابدين، وبداية المجتهد لابن رشد «الحفيد»، والفروق للقرافي، والمغني لابن قدامة ... ثم تنظر في فهارس المخطوطات فتجد ما لا يحصى كثرة الفقه وأصوله التي لم تطبع ... ولا سبيل هنا إلى ذكر أسماء تلك المخطوطات فهي إلى الكثرة والتنوع ما هي!
وقل مثل هذا في مخطوطات أصول الدين وعلم الكلام والفلسفة. وإليك مثلًا كتاب «أبكار الأفكار» لأبي الحسن الآمدي. لماذا لم يطبع هذا الكتاب إلى الآن؟ باهظاً في الحصول على هذه المخطوطات، وفي التعامل معها، ويتمنون اليوم الذي يرون فيه هذه الآثار منشورة مطبوعة.
[مخطوطات تاريخية كثيرة]
وتحتل كتب التاريخ مكانة عالية في المكتبة العربية. ولعل علم التاريخ أكثر ما صنف فيه من بين علومنا الأخرى، حيث يتنوع التأليف فيه بين التاريخ العام، كتصانيف الطبري وابن الأثير وابن كثير، وبعض تصانيف الذهبي والصفدي والعيني وابن شاكر الكتبي، إلى التاريخ الخاص، وهو ما يعرف بكتب الطبقات والتراجم، ثم التاريخ على البلدان كتواريخ مكة والمدينة والقدس وبغداد ودمشق ومصر. وتتسع بعض كتب الطبقات لمعارف تراثية أخرى غير التاريخ، كالذي نراه عند التاج السبكي في «طبقات الشافعية الكبرى».
ومع هذا القدر الضخم المطبوع من كتب التاريخ فلا تزال هناك أصول مخطوطة كثيرة من هذا العلم ينبغي أن تنشر وتذيع، منها كتاب «عيون التواريخ» لابن شاكر الكتبي، ثم يأتي على رأس هذه الأصول التاريخية المخطوطة كتاب «تاريخ