حسين بالجامعة، في طبعة "أمين هندية" وهي طبعة مؤوفة، غير محررة، ثم أخرجت لنا أعمال حول أبي العلاء: الحياة الإنسانية عند أبي العلاء- مع أبي العلاء في رحلة حياته- أبو العلاء العمري.
وهذا درس جيد لمن يروم تحقيق نص من نصوص التراث: أن يعيش مع مؤلفه، فيخبر حياته وأسلوبه، ويعرف مكانة كتابه في فنه، ثم صلته بالكتب العربية الأخرى، وهكذا صنع الشيخ أحمد محمد شاكر حين أخر "الرسالة" للشافعي، وشيخنا محمد شاكر حين أخر "طبقات فحول الشعراء" لابن سلام، وأستاذنا عبد السلام هارون يوم أن توفر على كتب الجاحظ، والسيد أحمد صقر، يوم أن أظهر كتب ابن قتيبة، والشيخ بهجة الأثري حين أخرج "خريدة القصر" وعبد العزيز الميمني الراجكوتي في تحقيق "سمط اللآلي"، وكذلك كان صنيع المستشرقين.
أما ما نراه اليم جرأة بعض خلق الله على نشر كتب التراث دون معرفة سابقة، أو دون إلف ومخالطة للمؤلف، فشيء يأباه العلم، ولا يقدم للتراث شيئاً ذا بال، وأستطيع أن أقول دون توقف أو تردد: إن كثيراً من هذا الذي يخرج الآن من تراثنا محققاً لا صلة له بالعلم، ولا بعلم تحقيق النصوص، سواء كان هذا الذي يحقق لدراسة جامعية للحصول على شهادة عليا، أو كان نشراً علمياً يراد به العائد المادي ليس غير.
الأمر الثاني: وهو وثيق الصلة بالأمر الأول، أن بنت الشاطئ خاضت لجة هذا البحر، وهي مؤمنة بقضية كبرى، وهي قضية ذلك التراث العربي، وواجبنا نحو إبرازه وإضاءته، لتقوم عليه الدراسات الصحيحة، فلا دراسة صحيحة مع غياب النص الصحيح المحرر.
[الإرث العظيم]
ويتصل بتلك القضية الإيمان بقيمة ذلك الإرث العظيم الذي انتهى إلينا، وما فتئت بنت الشاطئ تصرح بذلك فيما دق وجل من كتاباتها، وأعرف بعض من